مشكلات التهتهة واللجلجة
مشكلات التهتهة واللجلجة
تُبنى مهارات الاتصال عند الطفل بشكل تدريجي، مع الاستخدام السليم للغة، فكلاهما يبعث الثقة بالنفس والأمان عنده، ويُيسِّر انخراطه في المجتمع، وقد تظهر بعض المشكلات في التواصل عند الطفل، بسبب مشكلات حدثت له أثناء نموه اللغوي، وبخاصةٍ بين البنين أكثر من البنات.
من هذه المشكلات: صعوبة التعبير عن مراده، وتكرار الكلام، أو تكرار أجزاء من الكلام، والشرود أثناء الكلام أو التلعثم، كما أن عملية التواصل انتقائية يرجع فيها الطفل إلى قاموسه اللغوي حين يريد التعبير عما يرغب، فيختار ما يناسب المعنى أو أقرب كلمات تجول في خاطره، وقد يوفَّق أو يتعثَّر، لكن هذا طبيعي في هذه المرحلة، حيث يحدث بنسبة 75% في مرحلة ما بين الثالثة والرابعة من عُمر الطفل، والفارق هنا تعامل الأبوين مع هذا، فيجب التعامل مع الطفل في هذه الحالات بعدم إظهار القلق أو ترهيبه، أو ملاحقته كي ينطق بسرعة، وإمداده بالثقة كي لا يُصاب برد فعل عكسي مرضي، مثل: اللجلجة أو التهتهة.
واللجلجة أو التهتهة هي إعاقة الكلام بشكل لا إرادي، والمتحكم الرئيس فيه هو التوتر، كما تمنع استرسال الحديث الطبيعي والتلقائي، واللجلجة التي تظهر بعد عُمر الخامسة أكثر خطورة من ظهورها مبكرًا، وأعراضها: التردُّد في الكلام، والتكرار السريع للأصوات، وتوتُّر الشخص، والأطفال الذين يعانون منه يمكنهم الالتحاق بزملائهم في المدرسة لكن بعد مرورهم ببرنامج علاجي، حتى يتم تحديد سبب المشكلة وهل هي نفسية أم عضوية أم اجتماعية، ووجد علماء النفس أن أسباب المشكلة تعود إلى التالي: ولادة صغير جديد يشارك الطفل والديه، أو هجرة مربية اعتاد الطفل وجودها، أو الغربة، أو غياب أحد الوالدين، أو مرور الأسرة بأزمة ما، أو وضع الطفل في مواقف أكبر من سنه ومطالبته بالتعامل معها، وهنا يتعرَّض لما يُسمى باللجلجة الارتقائية، وعلاجها يتمثَّل في الآتي: البعد عن مسببات المشكلة، وتيسير فرص للطفل للعب مع زملائه والتحدث معهم، والحديث مع الطفل بلا ترهيب، وإتاحة الفرصة له كي يتحدث بلا استعجال أو سخرية، ومنحه الثقة بالنفس، والاستعانة بطبيب مختص حتى يضع خطة علاجية له.
الفكرة من كتاب لُغَةُ الطفلِ
يُحفَظ كيان وشخصية الأمة بين الأمم إذا حُفِظت هويتها، والهوية تتمثَّل في شيء أساسي هو اللغة، والعربي المسلم له هوية وعقيدة في لغته العربية لأنها اللغة التي أُنزل بها القرآن الكريم كمعجزة بين العرب على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ما زاده اعتزازًا بها وزاد اللغة العربية شرفًا، وأعلاها الله (عز وجل) بين الأمم حين مدحها في كتابه الشريف (عز وجل) وقال: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.
فالمجتمع العربي المسلم يحمل هَمًّا ومسؤولية تجاه لغته، لكنه أهمل هذه المسؤولية حين ابتدع الناس لهجات عامية خاطئة فتأثرت اللغة العربية، حتى إنهم يُدرِّسُون بالعامية في المدارس ويتحدثون بها في الندوات والمحاضرات وعلى شاشة التلفاز، بل هناك دول طَمستْ لغتها تمامًا واستبدلتها بلغة مشوهة تحمل من اللغة العامية واللغات الأجنبية، ما جعل صغارهم لا يتعرفون على لغتهم الأصلية، فالطفل يولد على فطرته يرى ما يفعله مجتمعه وأهله ويقلِّدهم، وهذا يضع على كاهل الأسرة مسؤولية تعليمه لغته الأم، حتى لا تتشوَّه لغته.
في كتابنا هذا يعرض الكاتب مراحل تعليم الطفل اللغة وتأثيرها فيه، وتأثير البيئة فيه، وكيف ينمو لغويًّا.
مؤلف كتاب لُغَةُ الطفلِ
شاكر عبد العظيم: أستاذ المناهج وطُرق التدريس بجامعة حلوان.