مشاعر أم عواطف أم أحاسيس؟
مشاعر أم عواطف أم أحاسيس؟
لكي تستطيع التعامل مع المشاعر والعواطف والأحاسيس، لا بد أن تقدر على فهمها والتفريق بينها، فكثيرون يخطئون في التعرف عليها رغم ما في اللغة العربية من وضوح في تعريفها وفصل بعضها عن بعض، فالمترجمون الأوائل لم يصيبوا في نقلها من اللغات الأخرى وكانوا يخلطون بينها، يترجمون emotion على أنها العاطفة وfeeling على أنها الشعور، وهذا خطأ كبير.
وعلم النفس يقصد بالشعور أو الـemotion، المرور بتجربة ذاتية تنطوي على إثارة فسيولوجية وتقييم معرفي، أما العاطفة أو الـfeeling فهي مخزون قديم حبيس الذهن شكلته التجارب الشعورية السابقة، وهو تعبير عن استعداد مُسبق لاستدعاء مشاعر من الماضي، كما أنه المسؤول عن تشكيل حالتنا العاطفية الحالية، ففي اللغة العربية الشعور هو الخبرة الذاتية الآنية، أما العاطفة فهي مخزون قديم، أما الإحساس أو الـsensation فيختلف عنهما، ويتمثل في التأثيرات الجسدية والتغيير الملموس في الجسد.
والعاطفة قطة أغلقنا أمامها الباب لحماية أنفسنا من أذاها، كلما حاولت التعبير هربنا منها، لكنها تبحث عن الأمان والقبول، وقد تشكلت من مخزون كبير من المشاعر التي كونتها الخبرات السابقة وتعبر عن مسيرة حياتنا الحافلة، ولأننا لا نفهمها نهرب منها ونخشى تاريخنا المجهول المطوي فيها، إذ إنها تفسد ليالي السمر وتوجد دائمًا في أذهاننا، ولن تتركنا مهما هربنا؛ لا فرار منها، لذلك وجب فهمها وترويضها.
الفكرة من كتاب قطة العاطفة: رحلة بحث في ذاكرة المشاعر
لغة المشاعر هي أعلى اللغات أميةً في العالم، وهي لغة نتوارثها وتستقر داخلنا ويمكن أن نكبر دون تعلُّمها، وربما نتحدث بلسان مشوه خادع لا يكفي للتعبير عنها، أو تمييزها في أنفسنا وفهمها، فنلجأ إلى تجنبها، ومن ثم تتحول إلى مشكلة كبيرة داخلنا، أشبه بقطة شرسة تحاول تحطيم كل شيء في الداخل.
يأخذنا هذا الكتاب لنتعلم التعامل مع القطة العاطفية، وللاطلاع على طبيعتها وقصتها، لنعرف سبب شراستها، ثم نعرف طريقة ترويضها والعلاج من داء تجنبنا لمشاعرنا.
مؤلف كتاب قطة العاطفة: رحلة بحث في ذاكرة المشاعر
د. يَحيى موسى: مؤلف وباحث في مجال علم النفس، درس بكلية الطب جامعة بنها، ويعمل حاليًّا طبيبًا نفسيًّا.
من مؤلفاته:
ما وجدنا عليه آباءنا.
رغم أنف الذكريات.