مسألة وقت بين الرُّوس وملجأ المستشارية
مسألة وقت بين الرُّوس وملجأ المستشارية
من ناحية الشرق، ازداد اقتراب الرُّوس من مستشارية الرايخ حيث ملجأ هتلر، ولم يبقَ بينهم وبين المستشارية أكثر من خمسمائة متر، وازداد الذعر بداخل الملجأ، وكان أكثر الحاضرين فيه ذعرًا هو فيغلين شقيق إيفا براون الذي حاول الخروج من الملجأ ونجح بالفعل ولكن استطاع الحرس الأسود إعادته واتهمه هتلر بالخيانة وأمر بإعدامه، وحتى أخته إيفا براون لم تستطع إنقاذه من العقاب.
أما الجيش الألماني فلم يصبح بإمكانه إلا مساعدة الجنود الهاربين من الجبهة الشرقية وحماية هجرة الألمان النازحين هربًا من الروس، وهذا ما فعله الجنرال فينك، الذي رغم بعض نجاحاته، فقد غُلب من الجيش الأحمر المتفوق عددًا وعدة، فأبرق إلى القيادة العليا عن توقفه وعدم استطاعته التقدم أكثر، واشتد الخطر عليه بعدما احتل الروس مدينة بوتسدام، وظل هتلر متعلقًا بأمل وصول الجنرال فينك والجنرال رايمان بقواتهما إلى برلين، لكن رأى القائدان أن هذا مستحيل، وفي ظل ذلك التهاوي ظلت الإذاعة الألمانية تعلن صمود أدولف هتلر وتشجيعه للأبطال المدافعين، ولكن الكارثة بدأت تظهر، فلقد استسلم نحو أربعة عشر ألفًا من المدافعين عن برلين في يومين اثنين، وهرب أكثر من هذا العدد وقُتل نحو عشرة آلاف.
أخذت القوات الروسية تحاول الوصول إلى ملجأ المستشارية، وشرعت القذائف والرصاص والغاز في الهجوم عليه، وها هو هتلر في الثامن والعشرين من أبريل (نيسان) 1945م يتلقى الأنباء الصادمة كسقوط آخر مطار متبقٍّ للألمان وهو مطار غاتوف، ونبأ إعلان انفصال ولايات بافاريا وهامبورغ وبريم عن الرايخ وكذلك نبأ خيانة هملر له، وتتوالى الصدمات على هتلر الذي انفجر غاضبًا، ورفاقه يحاولون تهدئته، لكنه جُنَّ، وقام بإحضار هرمان فيغلن قائد الحرس الأسود وأمر بإعدامه لأنه ظن أنه علم بخيانة هملر.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.