مراحل المراهقة
مراحل المراهقة
يمر المراهق بعدة مراحل تكتمل فيها شخصيته ويكتشف فيها ذاته، وأولاها: مرحلة التقليد من (12: 15 سنة)، وفيها يبدأ المراهق تقليد الأصدقاء ممن يرى فيهم صفات زعامة أو شجاعة وقيادة، فإذا كان من يقلده صالحًا فإن المراهق يتأثَّر به وبسلوكياته وأساليبه، وإذا كان منحرفًا يقلِّده دون تفكير، وكثيرًا ما يتخذ المراهق نموذجًا من نجوم الرياضة والفن ويقلِّده، وهذا ما يجعل لوجود القدوة أثرًًا كبيرًا في حياة المراهق ونفسيته وسلوكه.
تليها مرحلة الاعتزاز بالنفس (بعد سن 15)، وفيها يميل المراهق إلى المنافسة مع الأقران، حيث يسعى دائمًا للانتصار عليهم وبخاصة في مجال العلاقات الإنسانية وتكوين الصداقات وغيرها، ما يجعله يبرز نفسه بينهم، وقد تتحوَّل هذه المنافسة إلى صراع وسلوك عدواني للفوز بموقع القيادة بينهم، ويكون المراهق في هذه الفترة متعصبًا لرأيه ومعتقداته، كما يبدأ لديه الشعور بالمسؤولية ويتصرف كأنه المسؤول عن الأسرة وبخاصة عند غياب الوالد، كما يحاول التحكم بإخوانه الأصغر منه خصوصًا البنات، ونهاية هذه المراحل التي يمر بها المراهق هي مرحلة الاتزان الاجتماعي، وفيها يخفِّف من سلوكياته الاندفاعية وتهوُّره، ويقل تأثير المجموعات والأصدقاء فيه، كما يصبح لديه آراء سياسية ودينية ويبدأ انشغاله بموضوعاتها.
أما مراحل المراهقة في حياة الفتاة فتختلف قليلًا عن مراحل الفتى، فتبدأ بفترة ما قبل المراهقة حتى أولاها، وفيها تمر بمرحلة الطاعة وملازمة الحياء والحشمة والأخلاق الحميدة من أجل إرضاء والديها، تليها مرحلة الاضطراب من (13: 15 سنة)، وفيها تصبح مضطربة انفعاليًّا وعاطفيًّا، ويُلاحَظ عليها الاستجابة للمؤثرات الخارجية فتضحك وتبكي لأبسط المؤثرات، كما تسرف في التأنُّق والعناية بمظهرها وزينتها، ويزداد عدم استقرارها العاطفي بالتوتر في أثناء الحيض.
بعدها تأتي مرحلة التقليد من (15: 16 سنة)، وفيها تحاول تقليد الفتيات التي تراهُنَّ جميلات وتعجب بهن، وأحيانًا قد تحاول تقليد الأولاد، وقد تميل إلى خوض مغامرات جريئة، ثم مرحلة الاتزان وفيها تتخلَّص من الاندفاع والخيال وتصبح أكثر عقلانية.
الفكرة من كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
إن المراهقة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، إذ تكتمل فيها شخصيته فضلًا عن كونها مرحلة اكتشاف وانفتاح وعطاء، ويعد الهدف من التربية جعل المتربي إنسانًا ناضجًا حرًّا مسئولًا وأهلًا لاتخاذ قراراته..
يتناول هذا الكتاب المعايير والمهارات التي تساعد الوالدين على رفع كفاءتهما وفاعليتهما في تربية الأبناء والتعامل معهم، حيث يستعرض بصورة مبسطة أهم الأدوات والمهارات التي تساعد على إنشاء إنسان ناضج ومتزن فكريًّا ونفسيًّا، كما يتناول مرحلة المراهقة وأهم المشكلات والتناقضات التي يمر بها المراهقون خلال مرحلة النمو ومدى معاناتهم منها، وكيف تتعامل معهم الأسرة وكيفية توجيههم بالطرق الصحيحة لبناء أسرة فعالة.
مؤلف كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
مصطفى أبو سعد: مدرب ومحاضر مغربي الجنسية، حصل على الماجستير في الإرشاد النفسي والدكتوراه في الإرشاد التربوي من جامعة تولوز الفرنسية، يعمل استشاريًّا تربويًّا وموجهًا نفسيًّا، له العديد من اللقاءات في البرامج الإعلامية والإذاعية، وقدم العديد من الدورات من أهمها: دورة إعداد المرشد الأسري (العلاقات الزواجية – العلاقات مع الأبناء)، وفن التعامل مع حاجيات الطفل، وفن التعامل مع الأطفال المرضى.
له العديد من الكتب في مجالات تربية الأبناء، منها:
المراهقون المزعجون.
مهارات الحياة الوجدانية.
الحاجات النفسية للطفل.
استراتيجيات التربية الإيجابية.