ما الذي تريده حقًّا؟
ما الذي تريده حقًّا؟
لنعلم أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث دون فهم صحيح لأنفسنا، فكيف يغير المرء العالم وهو لم يبدأ بعد في تغيير نفسه؟ وأول التغيير هو فهم النفس الذي يتم عبر مراجعة القرارات والعلاقات الاجتماعية وليس الانعزال، فالنضج لا يرتبط بالعمر لكنه أيسر على الشباب من كبار السن الذين أوسعتهم الحياة ضربًا، لكن لا يعني ذلك استحالته عليهم، لكن الحقيقة أن كثيرين لم يحققوا هذا النضج المطلوب، وفي الوقت نفسه يرغبون بتحقيق الأمان والنجاح دون نتيجة تُذكر.
وقد يساعد فهمنا أن حل مشكلات الحياة يكون أكثر فاعلية حينما ننظر إليها ككل وليست مجزأة أو مقسمة، فالتحليل هنا قد يُراكم الأمور في الوقت الذي لا تحتاج فيه المشكلة سوى إلى إدراكها ورؤيتها كما هي لا أكثر، ومن هنا نستنتج أنك بوصفك إنسانًا تحتاج إلى أن تعي المشكلة فحسب لا أن تفحص بشكل مستمر عن كل صغيرة وكبيرة فتشغل ذهنك ويزداد بؤسك ومشكلاتك.
لذا لنسأل أنفسنا الآن عما نرغب فيه حقًّا، ونحاول اكتشاف تلك الأهداف التي نرى فيها السعادة والأمان في عالم لا يبدو عليه ذلك بين الصعوبات والاضطرابات والحروب، ولكي تفهم ذلك فانظر في نفسك هل تسعى للسعادة حقًّا أم أنك تسعى لمجرد ترضية مؤقتة تأمل أن تستمد منها السعادة أو بالأصح تهرب من المشكلات، وهنا تأتي أهمية أن تكون واضحًا مع نفسك في ما يخص نيّتك الداخلية وأهدافك الحقيقية، وبالطبع نحن البشر لا نريد السعادة فقط وإنما نريدها دائمة قدر الإمكان، لكن ما هي السعادة أصلًا؟
الفكرة من كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
إننا نعيش هذه الحياة بكامل لحظاتها المتنوعة بين السعادة والبؤس، والأمان والخوف، والسلام والحروب، فنرى أن البؤس منتشرٌ أكثر، والقلق هو آفة العصر بأكمله نتيجة لنظام عالمي جعل الإنسان قلقًا بشأن كل شيء تقريبًا، ماضيه وحاضره وبشكل خاص مستقبله، لكن ما الحل إذًا؟ هل يكمن في محاولة فهم الحياة أم تقبلها كما هي؟
في الحقيقة، قد تصعب الإجابة على ذلك السؤال، لكن قد نصل إلى أننا البشر قد تفننا في اختلاق مهارب عديدة من مآسينا، ثم غرقنا في فخ المقارنات ومحاولة السيطرة على كل شيء تقريبًا، وهذا ما جعل الكاتب يتوصل إلى حلٍّ ما، حل مرتبط للغاية بفهم الذات.. فكيف يكون ذلك؟
مؤلف كتاب ماذا أنت فاعل بحياتك؟
جدو كريشنامورتي (1895- 1986)، فيلسوف وكاتب هندي، هدف في كتاباته ومحاضراته إلى البحث في العقل والعلاقات والمجتمع، وارتباط التغيير بين المجتمع والفرد، وقد استطاع التأثير في ملايين الأشخاص في رحلاته حول العالم، كما ألّف نحو خمسة وسبعين كتابًا، وسبعمئة شريط صوتي، وبيعت أكثر من أربعة ملايين نسخة من كتبه، ومن أهم مؤلفاته:
يقظة الفطنة.
الحرية الأولى والأخيرة.
التحرر من المعلوم.
معلومات عن المترجم:
ديمتري أفييرينوس، كاتب ومترجم يوناني من أم سورية، مما أكسبه قدرة على اكتساب اللغة العربية وترجمة العديد من الكتب والمؤلفات إليها، كما أنه عمل باحثًا في العلوم اليونانية والتعرف على الأديان.