ماهية البحث العلمي وأنواعه
ماهية البحث العلمي وأنواعه
البحث في اللغة هو الطلب والتحرِّي والتَّتبُّع، أي طلب أمر غائب سواء أكان ماديًّا أم معنويًّا، والعلم في اللغة يُطلَق على المعرفة وإدراك الحقائق بمستوياتها المختلفة ويعُرَّف البحث العلمي اصطلاحًا أنه: “عمل منظم يهدف إلى حلِّ مشكلة معرفية باستقراء جميع مكوناتها التي يُظَنُّ أنها أساس الإشكال”.
ولا بد أن تتحقق في البحث العلمي عدةُ مقومات أساسية، منها أن يتقصَّى البحث كل الموضوعات المتعلقة بمجاله، والعلاقات التي تربط تلك الموضوعات بعضها ببعض، وأن يبدي الباحث موقفه العلمي إزاء الموضوع محل البحث متى ما اقتضى منه ذلك، وأن يخلُصَ البحث إلى نتائج تسهم إما في حل المشكلة البحثية وإما في تحليلها.
وللبحث العلمي عدة أنواع بحسب طبيعة الموضوع وطريقة تناوله، منها أن يكون البحث نظريًّا معتمدًا على المعطيات النظرية، ويكثر استعماله في المجالات الفكرية، أو أن يكون البحث عمليًّا يعتمد على معطيات الواقع كطريقة في الاستدلال، مثل الأبحاث التطبيقية التي تطبِّق القواعد النظرية عمليًّا، أو القواعد التجريبية التي تعتمد على معطيات مادية، أو الميدانية التي تعتمد على الاستبيانات.
يمثل البحث العلمي عالم الأفكار، أسمى العوالم الثلاثة التي يعيش فيها الإنسان (الأشياء والأشخاص والأفكار)، والتفكير ملَكَة ملازمة لكل إنسان عاقل، ويرتقي الإنسان في حياته بقدر ما يرتقي في التفكير وينمي مهاراته فيه، والإنسان مجبول على الفضول والسؤال عن المجهول والسعي لتحصيل الإجابات.
ينظِّم البحث العلمي عملية التفكير، جاعلًا إياها أسهل وأعمق، ويمهد الطريق لمعالجة المشكلات المعضلة في كل الميادين المعرفية، ويؤدي ذلك في الختام إلى رفعة الإنسان ومجتمعه.
الفكرة من كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
البحث العلمي الصحيح هو معيار تقدم الأمم في مختلف المجالات، به تنتظم شؤون الناس وتُحفَظ مصالحهم، شريطة أن يكون البحث العلمي نفسه منضبطًا بأصول وقواعد تحفظه من الزلل والانحراف، تلك الأصول تُعرف باسم “المنهجية العلمية”، ثم تتكامل هذه المنهجية مع مَلَكة الكتابة البحثية التي تشكِّل جسر العبور بين عالم أفكار الباحث والقراء، ومتى ما تكامل للباحث امتلاك منهجية التفكير والكتابة الفعالة صار قادرًا على الإبداع في اختصاصه وإحداث تأثير مشهود.
هذا الكتاب يقدم الأصول التي لا غنى عنها لأي باحث في حقل الدراسات الإنسانية ليضع قدمه على بداية طريق البحث العلمي الرصين.
مؤلف كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
الدكتور عبد الرحمن حللي: كاتب وأستاذ جامعي سوري مقيم في ألمانيا، حاصل على الدكتوراه في علوم القرآن من جامعة الزيتونة 2004، وهو أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية بجامعة حلب – سوريا، وهو باحث زائر في جامعة برلين الحرة، تركز اهتماماته البحثية على الدراسات القرآنية، والتعليم الديني، والفكر الإسلامي المعاصر.