لمحة عن التاريخ الفرنسي
لمحة عن التاريخ الفرنسي
منذ عام 406م تقريبًا بدأت الأراضي الفرنسية في التعرض لغزوات من البرابرة حيث قبائل الوندال والفيزيقوط والبورغوند والفرنجة، واستقرت هذه القبائل في فرنسا حتى أصبحوا هم القوة الغالبة وحكامها، وذلك بدءًا من الأسرة الميروفنجية (481-751م)، حيث مؤسسها “كلوفيس” قائد الفرنجة الذي اعتنق المسيحية ثم جعل باريس عاصمة لمملكته المستقلة عن الإمبراطورية الرومانية، وبعد موته انقسمت البلاد إلى ثلاث ممالك، لكن ظهر حاجب قوي هو “بيبين دي هوشتال” استطاع توحيد البلاد، وقد خلفه ابنه “شارل مارتل” الذي هزم المسلمين في معركة بواتيه “بلاط الشهداء”، وأوقف فتوحاتهم بعد استشهاد قائدهم عبد الرحمن الغافقي 732م.
جاءت بعد ذلك الأسرة الكارولنجية (من سنة 751-987م)، وحكم فيها تسعة ملوك أشهرهم “شارلمان” الذي حقق انتصارات قوية في بافاريا والساكس، لكنه هُزِم أمام الجيوش الإسلامية في الأندلس وخسر معظم قواده، ثم جاءت الأسرة الكابتية (من 987-1792) التي بدأت الحملات الصليبية على الشرق الإسلامي، لكن عادت المعاناة مجددًا مع بدء حرب المائة عام، عام 1337م، والحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، إلى أن جاء عام 1624م وقام الملك لويس الثالث عشر بتعيين الكاردينال القوي “ريشيليو” رئيسًا لوزراء فرنسا.
استطاع ريشيليو أن يصبح الحاكم بأمره في البلاد لمدة ثمانية عشر عامًا، فقضى على انقساماتها بعد أن محا قوة البروتستانت مع منح حرية العبادة للطائفتين على السواء، كما عمل على مركزية الحكم، فقام بما يشبه التأميم لممتلكات النبلاء، ثم فرض سيطرته متدخِّلًا في شؤون الأقاليم والبرلمان نفسه، وقد قيل عنه: “فعل كل شيء من أجل فرنسا، ولم يفعل إلا القليل من أجل الشعب”، فجعل فرنسا قوية سياسيًّا وعسكريًّا، لكنها داخليًّا كانت فقيرة تعاني الضرائب، وانتحر كثير من الفلاحين وقتلوا أسرهم من الفقر، وقد مات في 4 ديسمبر 1642م بسبب مرضه.
الفكرة من كتاب دليل السياسي الناجح “وصايا السياسي الفرنسي الداهية الكاردينال جول مازاران للدخول فى عالم السياسة والشهرة”
“اترك للآخرين المجد والشهرة، وابحث أنت عن واقعية السُّلطة”، كلمات لا يمكن تجاهلها لرجلٍ استطاع أن يرتقي بمهارة فائقة ليصبح رئيس وزراء بلدٍ غير بلدِه، وأهلٍ غير أهلِه، ويحكم حُكمًا مطلقًا لمدة سبعة عشر عامًا، ورغم ذلك يعتبره البعض أعظم وزير حكم فرنسا خلال ألف سنة، حتى قيل عنه: “ذلك السياسي البارع لم ينتقم من أحد، بل غفر لجميع أعدائه لأنه انتصر في الجولات كلها”.
وهنا نرى وصايا جول مازاران لممارسة السُّلطة، أو بمعنى أصح للدخول والسيطرة على عالم السياسة والشُّهرة.
مؤلف كتاب دليل السياسي الناجح “وصايا السياسي الفرنسي الداهية الكاردينال جول مازاران للدخول فى عالم السياسة والشهرة”
الكاردينال جول مازاران: هو دبلوماسي وسياسي إيطالي الأصل، وقد عمل رئيسًا لوزراء فرنسا في عهد الملك لويس الرابع عشر عام 1642م، وقد عُرِف بحنكته السياسية وقدرته على إدارة نظام الحكم واستكمال خطى أستاذه رئيس الوزراء الذي سبقه، الكاردينال ريشيليو، فضمن وجودًا قويًّا لفرنسا على المستوى السياسي والعسكري، وله وصايا متعلِّقة بفكره السياسي تركها للملك الفرنسي.
معلومات عن المترجم:
خميس حسن: هو مترجم محترف في اللغة الفرنسية ومدقق لغوي، وله كتاب من تأليفه بعنوان “فن الترجمة من الفرنسية إلى العربية وبالعكس”.