لماذا لا يحتفي الغرب بنهضة آسيا؟
لماذا لا يحتفي الغرب بنهضة آسيا؟
على مدار القرون الثلاثة الماضية، كانت شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية خاضعة في التاريخ العالمي لتصرف الغرب وقراراته التي تشكل العالم، ولا يعد هذا مقبولًا في وقتنا الحالي لشعوب العالم التي تسعى إلى اتخاذ قراراتها بنفسها، وهناك اتفاق غير مكتوب بين أوربا وأمريكا والدول الأنجلوساكسونية الأخرى في المواقف السياسية العالمية مما يمنح وزنًا لمواقفها، ويجعل منها كيانًا تعمل من خلاله بشكلٍ متناسق.
إن الغرب لا يقدر حجم النهضة الآسيوية التي سيؤدي التكيّف معها إلى نفي فكرة أن يظل هو المسيطر الوحيد على التاريخ العالمي، وهذا ما لا يريد الغرب التسليم به، فهو لا يقبل التخلي عن وضع يحقق مصالحه من خلال اتفاقات قد وضعها بحكم انتصاره في الحرب العالمية الثانية ويريد استمرار العالم وفق قواعد تلك الاتفاقات القديمة، فهذا الوضع يمنح الغرب -أي 12% من سكان العالم- فرصة التحكم بمصاير الأغلبية الباقية من سكانه، ولا ترضى دول الغرب تقبُّل حقيقة أن نصيبها من الاقتصاد العالمي قد بدأ يتناقص بشكل ملحوظ، وأصبحت ترى في الصعود الآسيوي مؤشرًا إلى خسارة متوقعة في النواحي المادية والاقتصادية، وبرغم المكاسب الفلسفية للغرب من وراء النهضة الآسيوية، كونه المصدر الذي استقت منه آسيا مقومات تلك النهضة،
إلا أن هذا البعد القيمي لم يكن الأهم عند الغرب، فأدت تلك العقلية الغربية التي تريد الاحتفاظ بالسيطرة الدائمة إلى وصول العالم إلى مفترق طرق، فعلى الغرب أن يختار.. إما إعادة تشكيل النظام العالمي بحسب الظروف الحالية وتغير القوى الصاعدة، وإما الرفض الذي سيؤدي إلى انتزاع تلك الزعامة بالقوة، وهو ما قد يسبب ردود أفعال غير مأمونة العواقب.
الفكرة من كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
يختلف ما في هذا الكتاب عما اعتاد الغرب سماعه من مفكريهم، فالكاتب بصفته شاهدًا من مواطني آسيا قريبًا من غرف صنع القرار، ومطّلعًا على الأحداث، يبين أن الغرب بجانب دوره الأساسي في عملية التغيير، فهو جزء رئيس من المشكلة التي تقف في طريق إعادة ترتيب النظام العالمي، ويعطي الكتاب فرصة للمواطن الغربي أن يأخذ مقعدًا طالما تُرِكَ لبقية العالم، حتى يعرف نظرة الدول الأخرى إلى ما كان عليه العالم تحت القيادة الغربية، ويوضح الكاتب ما يحدث في آسيا من نهضة اقتصادية وعلمية، ويحلل أسباب ما نراه من تحول في موازين القوى نحو الشرق الأقصى.
مؤلف كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
كيشور محبوباني: دبلوماسي سنغافوري، وأستاذ ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية في مدرسة لي كوان يو، وعميد للمدرسة، شغل منصب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة، وكان السكرتير الدائم لوزارة الخارجية بسنغافورة من 1993م حتى 1998م، ويعمل عضوًا بمجالس إدارة عديد من المؤسسات في سنغافورة وأوربا وأمريكا الشمالية.
ومن مؤلفاته:
هل يمكن أن يفكر الآسيويون؟
ما بعد عصر البراءة: إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم.
معلومات عن المترجم:
سمير كريّم: مدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل وكيلًا أول لوزارة الاقتصاد والتعاون الدولي، وعمل مديرًا تنفيذيًّا لبنك التنمية الإفريقي ممثلًا لمصر وجيبوتي.