كيف تخفِّف الأمهات من أحزان بناتهن؟
كيف تخفِّف الأمهات من أحزان بناتهن؟
لتسأل كل أم ابنتها، أو كل فتاة نفسها: ماذا تقول عندما تشعر بالحزن؟ وإن كانت تقول كلمات قد تكون سببًا في غضب الله تعالى تحاول التوقُّف عن قولها، لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على كل ما نتفوَّه به، سواء وقت الرضا، أو وقت الغضب، وهنالك أمهات كثيرات تدعو الواحدة منهن على نفسها أو على بناتها وأولادها وقت الغضب، وربما يصادف ذلك ساعة استجابة، فتحقق تلك الدعوات فتندَم أشد الندم، وهنالك من تتمنى الموت، أو ترغب بالانتحار، عندما تحزن وتضيق الدنيا بوجهها، وهذا لا يجوز، فعن أنس أن رسول الله (ﷺ) قال: «لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضُرٍّ أصابه، فإن كان لا بدَّ فاعلًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي»
ويُفضل عندما تصيب مصيبة شخصًا ما أن يقول: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، وبذلك يكسب الشخص ثلاثة أشياء، فيكون عليه صلوات من الله تعالى وهي مغفرته، ويكون له مع المغفرة رحمة يخفف الله ما في قلبه من أحزان، بالإضافة إلى رحمة تشمله يوم الآخرة، والأحزان والأمراض النفسية من المصائب التي يجب الصبر عليها، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، والمصائب تحدث للجميع، فمن نظر إليها على أنها ابتلاء من عند الله نتج عنها ثواب وارتاح قلبه، وطابت نفسه.
المرأة تمر بأحزان أكثر من الرجل، ولذا فقد حرص الرسول (ﷺ) على تعليم النساء أدعية تقولها وقت حزنها، مثل «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ» وهنالك العديد من أدعية الحزن الواردة عن النبي (ﷺ)، والحكمة منها هي أن لكل مسلم ومسلمة طبيعة خاصة، وبالتالي يجد الجميع بينها دعاءً خاصًّا يحبه، ويستمتع بتردِيدَه، كما أن الدعاء مثل الدواء، تزيد جرعته كلما زاد المرض، وهكذا تزيد الفتاة من الدعاء كلما زادت أحزانها، ومن فوائد الأحزان الكثيرة أنها تجعل اللسان رطبًا دائمًا بذكر الله، وتبعد الأفكار السلبية، وتمنع الشيطان من السيطرة على النفس البشرية.
الفكرة من كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
يمكن للحزن أن يدمر الفتاة لأنه يزيدها ضعفًا على ضعف، ولذا من واجبنا الاجتهاد لتخفيف الأحزان عن قلوب الفتيات، وكل فتاة بداخلها طاقة قوية جدًّا، وهبها الله تعالى إياها، كي تستطيع مقاومة أحزان الحياة وهزيمتها، وجُل ما تحتاجه لاستخدام هذه الطاقة هو الوثوق بالله تعالى، وعدم الاستسلام لأحزانها، فكل فتاة قوية بالقدر الذي يؤهلها لهزيمة أحزانها بإذن الله.
وبداخل هذا الكتاب ستجدين عزيزتي الفتاة عددًا من القصص لفتيات كُنَّ يعانين الحزن، وكيف قاومنه وانتصرن عليه، كما ستجدين عشرات الأفكار الإبداعية التي تساعد أي فتاة على مقاومة أحزانها، والتغلب عليها، وسيكون هذا الكتاب عونًا لكل الفتيات ليتجَاوزن أحزانهنَّ، وسببًا في إدخال السرور على قلوبهن، فهن اللائي أوصانا بهن رسول الله حين قال: “رفقًا بالقوارير”، وهذا الكتاب ليس فقط للفتيات، بل للآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات.
مؤلف كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة، ومن مؤلفاته: “من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، و”بكاء أطفالنا متى ينتهي”، و”تربية العظماء”.
هدى سعيد بهلول: خبيرة تربوية، شاركت الدكتور “عبدالله محمد عبدالمعطي” في كتابة كتابين، وهما: “الفتاة لمن تشكو أحزانها؟”، و”مذكرات أحزان الفتيات”.