قانون الوحدة النفسية
قانون الوحدة النفسية
الإنسان مدنِي بطبعه، فهو لا يستطيع العيش بمفرده، لذا يضطر إلى الانتظام في جماعات من أجل تأمين احتياجاته المادية والمعنوية على السواء، من هنا كانت الجماعات في حد ذاتها ضرورة، وفي أدبيات علم النفس تُعرف الجماعة بأنها المجموعة من الأفراد التي تخضع لمؤثر ما، سواء كان أفرادها مجتمعين في صعيد واحد أم متفرقين، فهي أقرب ما تكون إلى مفهوم الجماعة الوظيفية التي تربطها مصلحة مشتركة.
وهنا ينشأ صراع نفسي بين الخصائص المميزة للشخصية الذاتية للفرد وباقي الأفراد المكونين للجماعة، هذا المعترك من الصراع المتبادل ينتج عنه اكتساب الأفراد بعض الصفات سواء كان ذلك بطريق العدوى أم بالتأثر، بل قد تكتسب بعض الصفات اللاشعورية المكبوتة في الفرد قوة جراء انتظامها في جماعة ما فتنتقل بذلك إلى منطقة الذات الشعورية، فينتج في النهاية ما يشبه الشخصية النفسية الجديدة الممثلة للجماعة ككل، والتي تلغي بدورها أي أثر للصفات الفردية الأخرى التي تعارضها، وتظل تلك الشخصية النفسية المشتركة باقية على قيد الحياة طالما بقي الرابط النفسي بين أفراد الجماعة قائمًا.
وهذا ما يُعبَّر عنه في الأوساط النفسية باختفاء الذات الشاعرة الممثلة للأفراد، وخلق ما يسمى بقانون الوحدة النفسية والفكرية، الذي يخاطب منطقة اللاشعور لأفراد الجماعة، ما يجعل تأثيره واضحًا في حالة الفرد وهو داخل الجماعة عن حاله وهو وحيد، فهو المايسترو الذي ينظم العقل الجمعي للأفراد ويعمل على خلق نوعٍ ما من المشاركة الوجدانية والشاعرية لأفراد الجماعة ككل.
الفكرة من كتاب روح الاجتماع
إن الإنسان مدنِي بطبعه، فهو لا يستطيع العيش بمفرده، لذا يضطر إلى الانتظام في جماعات من أجل تأمين احتياجاته المادية والمعنوية على السواء، من هنا كانت الجماعات في حد ذاتها ضرورة..
يسلك الكاتب في هذا الكتاب مسلكًا يرتكز على القواعد العلمية، في دراسة أحوال الجماعات وسبر أغوارها، وكيف تتشكَّل نظرتها إلى الواقع المحيط، كما يدلف إلى قانونها النفسي والعوامل التي تحدِّد قالبها الفكري والشاعري.
مؤلف كتاب روح الاجتماع
غوستاف لوبون Gustave Le Bon: طبيب ومؤرخ فرنسي، يعدُّ من أشهر المؤرخين الغربيين الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية، وُلد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م، ودرس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، واهتم بالطب النفسي وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا 1931م.
من أهم مؤلفاته:
حضارة العرب.
سيكولوجية الجماهير.
السنن النفسية لتطور الأمم.
روح الثورات والثورة الفرنسية.