فرق أقسام الطوارئ هي النموذج الأمثل
فرق أقسام الطوارئ هي النموذج الأمثل
وجد جود نفسه في وضع مزرٍ عندما استيقظ على صوت صراخ زوجته الحامل في الرابعة والنصف صباحًا في إحدى الليالي، فاتصل بالإسعاف الذي وصل بعد حوالي ربع ساعة لتتم الإجراءات المتعجِّلة لنقلها إلى المستشفى، وعلى الرغم من خطورة الحالة وجسامة الأمر بتصريح الأطباء، فإن الأمر كأنه لم يكن جديدًا عليهم، وقام كلٌّ من الأفراد بقسم الطوارئ بدوره على أكمل وجه، إضافةً إلى مساعدة بعضهم بعضًا مع وجود تنسيق واضح بينهم، حتى أن أفراد الأمن بالقسم تدخَّلوا بالمساعدة فلا تعرف كمريض ما وظيفة كل فرد في المكان، كخلية النحل التي لا ينتهي عملها.
بعد أن انتهى الأطباء من عملهم في نحو ساعة ونصف، وهو ما تعجَّب منه جود كثيرًا، تقافزت إلى ذهنه بعد تفكير بسيط الفكرة الجوهرية التي ستغيِّر حياته بعد ذلك كمستشار إداري، وهي فكرة النموذج الذي سيعينه في القضاء على التصارع، فبعد بعض الاستطلاعات الميدانية التي قام بها جود في أحد المصانع التي لم يكن بها مشاكل العزلة بين الإدارات المختلفة أراد أن يتحدث لبعض الوقت مع مديرة بالمستشفى ليستطلع الأحوال، ليرى إن كانت تواجه المؤسسة نفس المشكلة، ليكتشف أن المشكلة بالفعل متغلغلة في ذلك القطاع أيضًا، إلا أن مديرة المستشفى وبطريقة عفوية تخبر جود أن قسم الطوارئ لا يعاني تلك المشكلة أصلًا، مفترضة أن ذلك هو الأمر الطبيعي؛ حيث أجابت الدكتورة أنه من الطبيعي ألا يفكر القسم في السياسات الداخلية أو في أمور الأعمال المختلفة لأنه لن يقف أي شخص له قلب ينبض أمام مريض في حالة خطرة أو ينزف حتى الموت لمناقشة تلك الأمور، فهم لا يلتفتون إلى مثل هذا الهراء، وهو الوضع الطبيعي للقسم.
وكانت بالضبط تلك هي الفكرة الرئيسة التي سعى إليها جود لإكمال نموذجه لحل المشاكل بين الأقسام المختلفة وهو إنشاء الهدف المرحلي، المتمثل عند قسم الطوارئ في المريض الجديد كل مرة، ومع دخول المريض الطوارئ يهب الجميع للمساعدة وعلاجه والتعامل مع الحالة الخاصة به، لا يفكرون وقتها فيما هو الأولى أن تنصرف إليه جهود الميزانية لتطويرها داخل المستشفى، وإنما يتعامل بالمتاح لإنقاذ المريض وتحقيق الهدف المرحلي، وتعدُّ العوامل الممهِّدة للهدف المرحلي في ذلك الوقت متعلقة بشكل أكبر بالتخصصات سواء التمريض أو الاستقبال أو الأطباء، مع بقاء الأهداف التشغيلية الثابتة قائمة بذاتها كتسجيل البيانات والأعمال المكتبية المصاحبة.
الفكرة من كتاب حرب العصابات في عالم المؤسسات: قصة عن القيادة تدمير الحواجز التي تحوِّل الزملاء إلى متنافسين
يبدأ جود كازينز عمله كمستشار إداري يعمل على حل المشكلات الإدارية التي تواجه المؤسسات المختلفة ذات القطاعات المتباينة المجالات، وأثناء القيام بعمله يجد أن هناك مشكلة رئيسة تؤرِّق العديد من العملاء الذين يستشيرونه ليقرِّر أن تلك المشكلة هي التي سيبدأ بالتركيز عليها في متابعة أعماله الاستشارية، وهي مشكلة العزلة والصراعات بين الأقسام المختلفة في المؤسسة الواحدة.
مؤلف كتاب حرب العصابات في عالم المؤسسات: قصة عن القيادة تدمير الحواجز التي تحوِّل الزملاء إلى متنافسين
باتريك لينسيوني خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل بالمجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.
معلومات عن المترجمة:
هبة نجيب مغربي: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية عام 2006، عملت في بداية حياتها في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية”، ثم “مؤسسة هنداوي” كمراجع ثم منسق لقسم الترجمة، ولديها العديد من الكتب المترجمة في سلسلة مقدمة قصيرة جدًّا، إضافةً إلى كتب أخرى كـ”ماري كوري وعلم النشاط الإشعاعي”، وغيره.