فتح حائل.. نهاية حكم ابن رشيد
فتح حائل.. نهاية حكم ابن رشيد
بعد المفاوضات التي انتهت إلى الصلح بين الملك عبد العزيز وابن رشيد عاد الأخير إلى التفكير في الحرب مجددًا، ولكن زعماء القبائل طمأنوا الملك عبد العزيز بأنهم باقون على عهدهم معه ومستمرون في ولائهم وطاعتهم، فتراجع ابن رشيد عن طموحاته وسعى إلى تمديد الصلح مع الملك عبد العزيز فوافق الملك عبد العزيز، ولما قُتِل ابن رشيد تولى إمارة حائل بعده “عبد الله بن متعب بن عبد العزيز بن رشيد” فأرسل عبد الله إلى الملك عبد العزيز من أجل تجديد الصلح، فأشار أهل الرأي على الملك عبد العزيز برفض طلبه، لأن الظروف الجديدة تملي سياسات مختلفة، فعرض الملك شروطه عليهم بأن ترجع الشؤون الخارجية لشمر إليه لأنها تؤثر في مصالح نجد وسياستها، وأكد أن يتم التنازل في صورة اعتراف خطي منشور.
وعندما وصل الوفد إلى حائل قبل الناس شروط الملك وأعلن أغلب أعيان شمر موافقتهم، أما آل الرشيد وأعوانهم فقد رفضوا الشروط وأعلنوا الحرب على الملك، فجهز الملك فرقتين إحداهما بقيادة أخيه “محمد بن عبد الرحمن”، ودورها محاصرة حائل، والفرقة الأخرى بقيادة ابنه “سعود بن عبد العزيز” ومهمتها محاربة المعارضين في “بادية شمر”، ولما طالت الحرب أراد آل الرشيد ومن معهم التسليم بشروط الملك عبد العزيز التي عرضها سابقًا، أي إبقاء سلطتهم على الشؤون الداخلية وترك الشؤون الخارجية لسلطته، ولكن الملك رفض التماسهم وخيرهم بين التسليم التام أو استمرار الحرب.
واستمرت الحرب والحصار حتى سئم الناس فساد حاكمهم واستبداده وإجباره لهم على مواجهة خاسرة أمام جيوش ابن سعود، فأرسل الأهالي إلى الملك أنهم مستعدون لترك آل الرشيد يحاربون وحدهم مقابل ألا تضرب بلدتهم وأن يضمن لهم الملك عبد العزيز أمان أهلهم وأموالهم، فأرسل إليهم الملك ألفي جندي أمنوا الناس على أرواحهم وممتلكاتهم وفتحت حائل لآل سعود بانتهاء تلك الحرب.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.