عهد عمر بن الخطاب والتغييرات الثورية
عهد عمر بن الخطاب والتغييرات الثورية
اعتمد عمر بن الخطاب في خلافته على إصدار تشريعات اجتماعية واقتصادية، وَفقًا لما رآه مناسبًا لحال الناس وتحقيقًا للعدل ولمصلحة جموع الأمة، ففي بداية حكمه- ولأن خزائن بيت المال كانت تَفيض به بسبب الفتوحات الكبيرة- لم يعمل على توزيع المال بالتساوي ولكن وضع شروطًا للتقسيم اعتمادًا على المدة التي دخل فيها الشخص للإسلام ومدى قربِ نسَبه من نسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن بعد حين، وعندما أخذت الفروقاتُ الاجتماعيةُ تهدد قيم العدل أرجع عمرُ بن الخطاب نظامَ المساواة في المال.
كما أسس عقيدةَ المال لله، وبالتالي فإن لكل إنسان حقًّا فيه، لأن الناس هم خلفاء الله في الأرض، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، وقد تجلّى تطبيقُ هذا المبدأ في الكثير من تشريعات عمرَ مثلُ:
جعل لكل شخص محتاج حدًّا أدنى من الراتب يكفيه لسد حاجاته من طعام وشراب.
جعل للأطفال الرضّعِ رواتبَ مالية، وتزداد بزيادة عمر المولود، حتى اللقطاء، أعطاهم كلَّ حقوقِ الطفل، وذهبت مساعدة الطفل للأهل الذين تولوا تربيةَ أيِّ طفلٍ مجهول النسب.
دوّن كل أسماء القبائل وعائلاتها لضبط عملية توزيع المال.
دعا كل شخص لديه فائضٌ من المال إلى استثماره تحسبًا لتغير الظروف.
قدّس العمل وجعل الأرض لمن يعمل بها، ففي عهده أخذ أراضيَ من أثرياءَ لم يستثمروا أراضيهَم ووزعها على الناس الذين زرعوها وعاشوا من عطاءاتها.
عامل سادة وأشراف المسلمين معاملةَ عامة الناس، وطبّق عليهم التشريعاتِ والعقوبات.
إضافةً إلى كل ما سبق أسس عمر بن الخطاب تشريعاتٍ خاصةً للأوقات التي تمر فيها الأمة بضائقة مالية. ففي عام القحط- عامِ الرمادة- أوقف حد قطع يد السارق وجلب قوافلَ من الشام والعراق محملةً بالطعام ووزعها على أهل البادية وَفق نظام صارم في المساواة.
زهد عمر بنفسه أولًا فحرّم على نفسه السمن والدهن واللبن، وكان يلبس ثوبًا مرقعًا، وينهَر أهله إن رآهم يأكلون الفاكهة.
كما استخدم نظام المؤاخاة الذي أسسه الرسول بين المهاجرين والأنصار؛ فجعل على أهل كل بيت ممن يملكون الطعام مشاركته مع نفس عددهم ممن لا يملكونه.
الفكرة من كتاب الإسلام والثورة
يجيب الدكتورْ عمارةَ عن تساؤلات مثيرة للجدل ومهمة، خصوصًا مع ما نشهده من أحداث سياسية في المناطق العربية والإسلامية في عصرنا الحالي؛ فنجده يناقش أسئلة عن مفهوم الثورة في القرآن والسنة، وكيفيةِ تعامل الإسلام معها وموقفِ الدين من القضايا الاجتماعية وإرادة الشعب. وهل يمكننا أن نجد في تاريخ الإسلام إرثًا فكريًّا ثوريًّا وأمثلةً وقعت بالفعل عبّرت عن تلك الأفكار؟
أيضًا يشرح المؤلف المفارقاتِ التي نجدها بين تأييد الإسلام للثورة واختلافِ آراء المسلمين حولها، ويعرض العديد من الثورات التي قامت في تاريخ الإسلام وموقفَ العلماء منها.
مؤلف كتاب الإسلام والثورة
محمد عمارة مصطفى عمارة، هو مفكر إسلامي، ومؤلف ومحقق وعضو في مجلس البحوث الإسلامية بالأزهر. ولد بريف مصر في قرية بمحافظة كفر الشيخ.
درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية بكلية دار العلوم، وحقق لكبار أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية وتميز بتوجهه الدائم في الدفاع عن الوحدة الإسلامية، كما تميز بوسطيته ودعوته للعقلانية الإسلامية التي تجمع بين العقل والنقل.
أهم مؤلفاته: “الإسلام والثورة- التفسير الماركسي للإسلام- صراع القيم بين الغرب والإسلام- القدس بين اليهودية والإسلام- عندما دخلت مصر في دين الله”.