علم الحركة السلوكية
علم الحركة السلوكية
هل تخيَّلت يومًا أن حركات الجسم تؤثر في مستوى القناعة الداخلية للفرد؟ إذا تخيَّلت ذلك، فإن الكنسيولوجيا هو عِلم حركات الجسم، ويهدف إلى دراسة الحركة الإنسانية، ومن ثمَّ يتناول الآليات الفيزيولوجية والميكانيكية والنفسية الخاصة بالإنسان، وكان النصف الثاني من القرن العشرين هو بداية الاهتمام العلمي بالكنسيولوجيا على يد الدكتور “جورج جودهارت” الذي مهَّد الطريق لما أسماه “عِلم حركة الجسم التطبيقي”، إذ وجد أن مجرَّد أن ينال الإنسان تحفيزًا فيزيائيًّا وديًّا بسيطًا، كالمكمِّلات الغذائية المفيدة للجسم، فإن ذلك يزيد من قوة الجسم، بينما إذا نال الجسم مُحفزًا فيزيائيًّا غير ودِّي، فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف الجسم فجأةً، وقد استطاع من خلال ذلك أن يكتشف ما هو جيد للجسم وما هو سيئ بالنسبة له، وفي نهاية السبعينيات استطاع الدكتور “جون دايمون” تنقيح تلك النظرية، وأطلق عليها اسم “عِلم الحركة السلوكية”، إذ اكتشف أن عضلات الجسم لا تقوى أو تضعف فقط بناءً على المُحفِّز الفيزيائي، بل أيضًا قد تضعف وتقوى بحسب المُحفِّز العاطفي أو العقلي، فابتسامة أحدهم تجعل الإنسان يشعُر بالقوة، بينما سماع كلمة أكرهك ستشعره بالضعف!
وقد استفاد الفيزيائي والطبيب “ديفيد هاوكنز” من تلك التجارب، وقام بدراسة الكنسيولوجيا، وتوصَّل إلى أن تلك القدرة على تمييز ما هو مفيد وما هو ضار تمكِّننا من التمييز بين الحقيقة والزيف، وبالتالي يمكننا قياس مدى الوعي الإنساني، ومن ثمَّ وضع هاوكينز طريقة لقياس درجة صحة شيء ما على مقياس يبدأ (من 1 إلى 1000)، وبناءً على ذلك فإن تحديد درجة قياس الشيء هي التي تبيِّن نوع الإجابة عليه بـ(نعم أو لا)، فمثلًا؛ إذا قلنا: هل هذا الكتاب يوجد على الدرجة 200؟ فمن خلال الإجابة بتحديد الدرجة تستطيع أن تجيب بنعم أو لا، حسب الاستجابة التي تلقَّيتها من الكتاب.
وقد أكَّدت ملايين الدراسات أن هناك مستوياتٍ من القوة والإكراه تتعلَّق بالشؤون الإنسانية تتحكَّم في السلوكيات البشرية، وهي التي تقف خلف تصنيفات الوعي الإنساني، فتمكِّننا من الكشف عن البُنى الأساسية للمشاكل الشخصية والاجتماعية، والتي بمعرفتها سنكون قادرين على معرفة حلولها، بدايةً من أدنى المستويات، وهو “العار” وصولًا إلى أعلى المستويات، وهو “الوعي الفوقي”.
الفكرة من كتاب القوة مقابل الإكراه.. العوامل الخفية خلف السلوك البشري
إن الوعي الإنساني يتجلَّى في أشكال فريدة ومتنوِّعة، بعضها يبعث على الإكراه والضعف ويدمِّر حياة الفرد والوسط المحيط به، بينما البعض الآخر يبعث على القوة ومُثمر لحياة الفرد والمحيطين به، وكما هو الحال فإن حالة الشخص ليست ثابتة طوال الوقت، إذ قد يتصرَّف الشخص وفق مستوى وعي معين في أحد مجالات الحياة، ويتعامل بمستوى وعي آخر في مجال مختلف، ومن ثمَّ يُبيِّن الكاتب كيف يمكن تجاوز مستويات الوعي السلبية إلى مستويات الوعي الإيجابية للوصول إلى الوعي الفوقي حيث السلام النفسي.
مؤلف كتاب القوة مقابل الإكراه.. العوامل الخفية خلف السلوك البشري
ديفيد ر. هاوكينز: هو دكتور في الطب والفلسفة، وهو الرئيس المؤسِّس لمعهد الأبحاث الروحانية، ومن الباحثين الروَّاد في مجال الوعي الإنساني، كما أنه مؤلف ومحاضر وطبيب إكلينيكي ونفساني، ومن كتبه:
السماح بالرحيل.
الأنا الواقعية والذاتية.
العلاج والشفاء.
تجاوز مستويات الوعي.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمين:
عاصم ن. علي: كاتب ومترجم، ومن ترجماته:
رواية خلف الأقنعة
أرجوان بنت سليمان: هي كاتبة ومترجمة سعودية، من كتبها:
للرحيل معنًى آخر.
ومن ترجماتها:
مبادئ للقيادة التحويلية.
سر السماح بالرحيل.