علم التغذية والجسيمات الذرية

علم التغذية والجسيمات الذرية
طُلب من العالم “ريتشارد فاينمان | Richard Feynman” في إحدى الحفلات أن يشرح باختصار وبساطة، سبب حصوله على جائزة نوبل، فأجاب بأنه لو كان بإمكانه شرح عمله بإيجاز وبساطة، ربما لم يكن ليستحق جائزة نوبل، تنطبق قاعدة فاينمان أيضًا على التغذية، مع تحذير واحد: نحن في الواقع نعرف أقل بكثير عن هذا الموضوع مما نعرفه عن الجسيمات دون الذرية، بفضل رداءة جودة الدراسات، نحن في الواقع لا نعرف الكثير عن كيفية تأثير ما نأكله في صحتنا، معرفتنا بالتغذية تأتي في المقام الأول من نوعين من الدراسات، هما: علم الأوبئة والتجارب السريرية. في علم الأوبئة، يجمع الباحثون بيانات عن عادات مجموعات كبيرة من الناس، بحثًا عن ارتباطات بين التغذية والأمراض، وتولد هذه الدراسات الوبائية كثيرًا من أخبار النظام الغذائي التي تظهر في موجز الإنترنت اليومي لدينا.

والمشكلة أن علم الأوبئة غير قادر على التمييز بين الارتباط والسببية، وبمساعدة وتحريض من الصحافة السيئة، يخلق هذا حالة من الارتباك والمعلومات المغلوطة، كما تتجاهل هذه الدراسات الاختلافات الفردية، وينتهي بنا الأمر إلى تعميمات حول كيفية فشل الأنظمة الغذائية، بمجرد التخلص من التسميات والأيديولوجية، تعتمد جميع الأنظمة الغذائية تقريبًا على واحدةٍ على الأقل من الاستراتيجيات الثلاث التالية، وهي: تقييد السعرات الحرارية، أي تناول كميات أقل من الطعام دون الاهتمام بما يتم تناوله، وهذه الطريقة هي الأفضل، لكن معظم الناس يجدون صعوبة في التزامها، أو التقييد الغذائي، أي تقييد تناول أنواع معينة من الطعام فقط، وهي الأكثر شيوعًا، لكنها لا تعمل مع جميع أنواع الطعام، والاستراتيجية الأخيرة هي تقييد وقت تناول الطعام، أي الصيام المتقطع، وهي أحدث الصيحات في مجال التغذية، لكنها محملة بمخاطر عدة على المدى الطويل، وتؤدي إلى نقص في البروتين المستهلك.
وأفضل خطة تغذية هي تلك التي يمكننا الحفاظ عليها لوقت طويل، إن كيفية التعامل مع استراتيجيات النظام الغذائي الثلاث أمر متروك لك، فحتى التوصيات القياسية للاستهلاك اليومي الموصى بها من المنظمات الصحية مجرد مزحة، إذ تعتمد كمية البروتين أو الدهون التي تحتاج إليها على جنسك ووزنك ومستوى نشاطك وسنك، وعدة عوامل أخرى يتم تجاهلها، وبالطبع يجب علينا تذكيرك بأن الكربوهيدرات ليست عدوك اللدود.
الفكرة من كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
نخاف جميعًا التقدم في العمر، ونود أن نحتفظ بصحتنا الجسدية والنفسية لأطول فترة ممكنة، فما الفائدة من طول العمر إن لم نتمكن من ترك السرير؟ ولا يعني طول العمر العيش إلى الأبد، فنحن لن نتمكن يومًا من التحرر من سهم الزمن، فكل شيء على قيد الحياة سوف يموت حتمًا، لكننا قد نتمكن من التحرر من تأثيرات سهم الزمن.
فما لعنة تيثونوس | Tithonus؟ وهل الشيخوخة هي المصير الحتمي؟ وكيف يمكن للطب مساعدتنا؟ وأخيرًا هل يمكن لتعديلات الروتين ونمط الحياة اليومي أن تتحول إلى دواء فعال للوقاية من الشيخوخة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
بيتر عطية: طبيب كندي من أصل مصري، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة ستانفورد، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في جراحة الأورام في مستشفى جونز هوبكنز، كما أسس شركة “عطية ميديكو”، التي تقدم خدمات الاستشارات الطبية للشركات والأفراد عن كيفية تحسين صحتهم.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.