عادة ديكتاتورية وتقديس شخصي
عادة ديكتاتورية وتقديس شخصي
كعادة الديكتاتور، أدرك ستالين مدى تأثير قوة الرأي، لذا استغل أسطورة خلود مبدأ “اللينينية-الستالينية” موجهًا جهود كل وسائل الإعلام والكُتَّاب والموسيقيين لنشر هذه الأسطورة وتثبيتها، كما شغف بإطلاق اسمه على المدن والشوارع والمصانع، حتى إن اسمه قد أُطلق على معدن جديد تم اكتشافه في روسيا “الستالينايت”.
وظل هذا التبجيل موجودًا حتى عام 1939م عندما بدأت الحرب العالمية الثانية وتحالف هتلر مع ستالين، ثم كسر التحالف وأعلن الهجوم الألماني على روسيا واكتساح الألمان للحدود الغربية لروسيا ووصولهم إلى ضواحي موسكو ولينينجراد، لكن كان الحظ حليف ستالين بعدما جاء الشتاء القاسي الذي كان عاملًا كبيرًا في دحر الألمان، وأخذ ستالين يبني جيشًا لروسيا جنَّد فيه كل روسي قادر على حمل السلاح من الرجال والنساء، وكان هذا بين عامي 1941 و1942م، وفي عام 1943م اجتمع مع قائدي أمريكا وبريطانيا “روزفلت” و”تشرشل” في طهران بعدما أبدى استعداده للتعاون مع الحلفاء.
جمع ستالين حوله أنصاره وزملاءه حتى إنه اقتضى أحيانًا إقامة مذابح دموية للآلاف لأجل ذلك الهدف، وكان من أبرز رجاله وأهمهم “ياستيلاف ميخايلوفيتش مولوتوف” الذي شغل منصب وزير الخارجية والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، كما أنه وقَّع مع ألمانيا اتفاقية عدم الاعتداء في أغسطس 1939م، يليه الرفيق “جيورجي ماكسيجليانوفيتش مالنكوف” الذي شغل منصب عضو المكتب السياسي ونائب رئيس الوزراء والسكرتير الخاص لستالين، ثم “لافرنتي بافلوفيتش بيريا” مدير البوليس السري ووزير الداخلية وعضو المكتب السياسي، والمسؤول عن الذرة في روسيا، و”نيكولا ألكسندروفيتش بولجانين” وزير القوات المسلحة وهو الوحيد من بين أعضاء المكتب الذي كان يظهر في الحفلات الدبلوماسية في موسكو، وغيرهم.
الفكرة من كتاب ستالين
سار الروس على هدي الماركسية في حماسة، واعتنقوا المذهب اعتناقًا صلبًا لا يلين، حتى أصبح مُتحجرًا، وتكوَّن رسل الشيوعية من كلٍّ من ماركس وإنجلز ولينين وستالين، فقد حكم ستالين روسيا نحو ثمانية وعشرين عامًا، ولم يحدث في التاريخ أن جمع حاكم في يده مثل هذه السلطة المطلقة التي كانت لستالين، والذي حكم بها ربع الأرض، ويصدر الكاتب كتابه هذا تزامنًا مع مرور أربعين عامًا على الثورة الروسية، أي خلال فترة حكم خروشيشيف خليفة ستالين، ويناقش شخصية هذا الديكتاتور الصلب ليتعمَّق في خفاياها، فكيف لهذا الذي بدأ حياته لسرقة المصارف لأجل حزبه أن يكون يومًا ما ذا سلطة على كل المصارف؟!
مؤلف كتاب ستالين
فرج جبران: كاتب وصحفي ومترجم مصري، عمل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، ترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، كما اشترك في إصدار مجلة “الشعلة”، وفي تحرير آخر ساعة، تُوفي عام 1960م في حادثة اختفاء طائرة أقلعت من بريطانيا ولم يُعثر عليها حتى الآن.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “تعال معي إلى أوروبا” و”غرام الملوك” و”ابن بطوطة الثاني”.