طريق العلاج
طريق العلاج
طريق العلاج يبدأ من الطفولة وتكوين أطفال آمنين، فلا بد من التعامل معهم بصفتهم كيانًا منفصلًا له حقوق واحتياجات ومنظومة عاطفية خاصة، وتقديم الرعاية والاهتمام والحماية إليهم وفهم احتياجاتهم وانفعالاتهم والاستجابة المستمرة والمستقرة لهم، وأهم ما يمكن تقديمه إلى طفل أن تغرس فيه الأمان تجاه نفسه والعالم، ويتم هذا بعلاقة إيجابية معه وبناء الثقة داخله والاعتراف به وتنمية قدراته ومهاراته.
وأفضل طرائق علاج الأطفال هو علاج الوالدين وتثقيفهما ليقدّما الدعم والمساندة المناسبين إلى الأطفال، فيجب تعليمهما وزيادة حساسيتهما لاحتياجات الطفل والقدرة على تهدئته وتنظيم مشاعره، كما يجب مساعدتهما على رؤية تأثير نمطهما فيه، وتعليمهما رؤية ما هو أبعد من السلوك، أي ما خلفه من احتياج الطفل إلى التعلق واحتياجات أخرى غير مشبعة.
ويمكن اتباع مجموعة من الخطوات للعلاج والتحول إلى النمط الآمن، فيجب في البداية أن نفهم قصتنا وما حدث لنا وتأثير النشأة فينا، ثم إعادة صياغة قصتنا بما يساعدنا، ونختار بعد ذلك علاقات قوية مهمة مع أشخاص آمنين يساعدوننا على التغيير، والعلاقة العلاجية أهم هذه العلاقات، إذ تساعدنا على استكشاف أنفسنا وتاريخنا واكتساب استبصار عن أنفسنا وعن الآخرين، وعلاقتنا بهم والحصول على خبرات نفسية مهمة عميقة غابت عنا في الماضي.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.