سياسة المنع
سياسة المنع
مع انتشار الذكاء الاصطناعي بات من الصعب الإيمان بالأمثال التي كُنا نسمعها، فالمثل القائل: “صدق نصف ما ترى وربع ما تسمع” انهار تمامًا مع انتشار برامج الزيف العميق أو Deep fake، إذ إنها تُغذَّى ببعض مقاطع الفيديو والصور الثابتة ومقاطع الصوت، وتنتج مقطع فيديو مختلفًا لشخص يعترف بأمور لم يفعلها مطلقًا، الآن بات الأمر واضحًا، فمع الذكاء الاصطناعي علينا ألا نصدق ما نرى ونسمع إلا بتمريره على العقل والاطمئنان له بالوعي.
وهناك مقولة ظهرت حديثًا جراء انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وهي: “احذر من حُمّى السيلفي”، ففي عام 2018م ظهرت إحصائية تُسجل 259 حالة وفاة نتيجة محاولات تصوير سيلفي خطيرة، وكان غرض هذه المحاولات جذب الانتباه والحصول على إعجاب أكبر عدد من الناس، ولكن من المُؤسف أن نتائج هذه المحاولات غير حميدة بالمرة، فإما الموت أو أن يُعاني الشخص من إصابات تبقى معه بقية حياته، وكل هذا من أجل غاية تافهة بائسة!
ومن الأمور التي ينبغي حذرها والتي كان يتبعها أغلب الآباء في التعامل مع أبنائهم “سياسة المنع”، ما تعتقد أنه يَضُر أولادك امنعهم منه، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، فالوصول إلى ما يُريدون صار بضغطة إصبع، ومن الأمور التي ينبغي الحرص عليها ومراقبة الأبناء فيها هي مجموعة من الخدمات تُعرف بالمخدرات الرقمية التي توجد على شكل ملفات صوتية وتُحدِث تأثيرات مشابهة للمخدرات العادية وبعضها متاح مجانًا على الإنترنت، ولكن بعد إدمانها يكون الحصول عليها بمقابل مادي يُدفَع للمواقع الإلكترونية التي تبيعها، فالحل مع هذه الوسائل الجديدة من التخدير الذهني والعقلي هو أن يقترب الآباء من الأبناء ويتابعون تصرفاتهم بعناية مع تقديم النصح والإرشاد لهم، دون استخدام سياسة المنع.
أما بالنسبة إلى مقولة “الكلمة تقتل” فما زالت قائمة، بل زاد أثرها مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا أن العقل يترجم الصور والرسائل القصيرة إلى مشاعر ثم سلوك حماسي أو انهزامي بناءً على نوع الرسائل، وإن كنت تعتقد أن هذا التأثير لا يحدث في حال التعرض لمجموعة من الرسائل في مدة قصيرة فأنت مخطئ، فالعقل الباطن يترجم مباشرة كل الرسائل التي نتعرض لها، فإذا شعرت يومًا بالضيق في أثناء تصفحك، فاعلم أن السبب هو كم الرسائل السلبية التي مرت بك وأنت لا تشعر.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
إن الهدف من الذكاء الاصطناعي أن يجعل حياتنا سهلة كأن يقرأ لنا كتابًا أو مقالًا أو يُلخصه، وأن يتوقع لنا مستقبل الأمراض بِناءً على تحليل البيانات المتاحة حاليًّا، ويتنبأ بالكوارث الطبيعية، وغيرها من الأمور المذهلة، ولكن هل حقًّا كل ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي جيد أم هناك جانب مظلم ينبغي لنا أن نحذره؟
من خلال هذا الكتاب سنتعرف معًا الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “صفر واحد مدخل إلى الوعي الرقمي”.د