رؤيا يوسف (عليه السلام)
رؤيا يوسف (عليه السلام)
يتحدَّث الكاتب عن الرؤيا التي رآها نبيُّ الله يوسف (عليه السلام)، فينسج فيه خيوط تدبُّره لمعاني الآيات، ويستخرج من قصَّة الرؤيا الهدايات والفوائد، فيتحدَّث عن جمال البشارة، ثم بداية زمن الابتلاءات التي تعرَّض لها نبي الله يوسف بعد ذلك.
فتتجلَّى في قصَّة يوسف (عليه السلام) دروس عظيمة؛ منها أهمية عقد الحب والثقة بين الأب وأبنائه، وأنَّه لا بأس أن تُحذِّر الأخ من إخوته والرجل من قريبه إذا علمت فيهم الشرَّ يقينًا، وأنَّه من أجل الأمور التي تعظم معها النعم أن تتجاوز هذه النعمة العبد لتشمل أسرته وعائلته وقومه.
من الدروس البليغة أيضًا بيان خطر الشيطان ودوره في بؤس البشر وتشتيت شملهم والتفريق بينهم، فبداية القصة ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾، ونهايتها ﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾، وإذا اجتباك ربُّك واصطفاك فعصف المكائد هباء، وخطط الإغراء غباء، وظلام المخطَّطات ضياء.
الفكرة من كتاب يوسفيات
إن التدبُّر هو ما يفعله كلُّ مؤمن يقرأ كتاب الله، ما دام عقله حاضرًا، وقلبه واعيًا، فكلُّ معنى يقف عنده القلب مُتأثِّرًا، أو مُتشوِّقًا، أو مُتحسِّرًا، أو مُتلهِّفًا، أو مُحبًّا، أو مُبغضًا، وكل تلك المعاني النفسية هي من صميم التدبُّر، ولا يكاد قارئ لآيات كتاب الله إلا ويشعر بها في قلبه، ويتصوَّرها في خياله.
فالقرآن كتابٌ مُبين، ومن كونه مُبينًا أنَّ كلَّ الكُتب يعتريها غموض سواه، فكل الكُتب فيها لبس إلا هو، ويطرأ عليها شيء من التناقض عداه، إذ إنَّ الوضوح الصفة الأهم لأعظم كتاب أنزله الله، فمن قرأ القرآن ولم تتضح الرؤى لديه وتترتَّب فوضى عقله ولم تنسجم قناعاته مع مبادئه؛ فهو لم يقرأ القرآن حقًّا، وقد أُنزِل القرآن حاملًا خصائص العلو والارتفاع، فكل من قرأه علت نفسه، وكل من حفظه علت همَّته، وكلُّ من تدبَّره علت قدرته وأنارت بصيرته، ومن عمل به علت منزلته ومكانته.
مؤلف كتاب يوسفيات
علي بن جابر الفيفي: علي بن يحيى بن جابر الفيفي يعمل محاضرًا في قسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة، وقد التحق بالجامعة عام 1435 هجريًّا، وهو حاصل على بكالوريوس في تخصُّص العودة، هذا إلى جانب حصوله على درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
من مؤلَّفاته: “لأنك الله”، و”محمد الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار”، وغيرها.