دور الأسرة والأصدقاء
دور الأسرة والأصدقاء
بدأت أنظار علم النفس الحديث في النظر إلى الأسرة باعتبارها أداةً رئيسة في استعادة المريض النفسي حالته النفسية السوية بعدما كان يُنظر إلى الأسرةِ من قبل بوصفها مصدرًا للمرض النفسي وسببًا رئيسًا فيه.
ويظهر دورُ الأسرة منذ بداية ظهور الأعراض المرضية على الشخص المصاب بالفُصام وحتى وصوله إلى الشفاء الكامل من المرض، لكنّ الجزءَ البارز لدور الأسرة والأصدقاء عادة ما يظهر في فترة تأهيل المريض للعودة إلى الحياة بعد تعافيه من بعض أعراض المرض، فبينما يساعد الطبيب النفسي مريض الفُصام على اكتشاف عالمه الداخلي، تساعده الأسرة والأصدقاء على اكتشاف العالم الخارجي، وبقدر المعرفة بطبيعة الحالة المرضية للشخص المصاب بالفُصام، تكون القدرة على التعامل الفعال معه والمساعدة على تعافيه، فلا ينبغي بحالٍ من الأحوال أن ينظر الأشخاص المحيطون بمريض الفُصام إلى تصرفاته على أنها شيء غير مقبول أو إلى كلامه على أنه مجرد كلام بلا معنًى، كذلك من المهم انتقاء الكلمات في أثناء الحديث معه، وعندما يهاجم المريض أحد أفراد الأسرة بأحد الادعاءات فمن المهم عدم أخذ الموقف الدفاعي تجاه اتهامات المريض، ومحاولة إظهار تفهم ما يقول واحتواء الموقف، ولا يعني سلوك هذه السلوكيات ترك المريض يتصرف كما يشاء، وإنما محاولة احتوائه وتفهم الحالة المرضية التي يمر بها.
ويمثل إيجاد دورٍ فعالٍ للمريض داخل الأسرة أو إيجادِ عملٍ في الخارج أحد الأشياء الهامة المساعدة على إدخال المريض في دائرة الحياة وتحمل المسؤوليات مرةً أخرى، ولكن دون تحميل المريض مسؤوليات أكبر من قدراته كيلا تصبح هذه المسؤوليات ذات أثر سلبي فيه.
وعندما يعزم المريض على اتخاذ أحد القرارات الهامة وهو لم يُشفَ بعد، ينبغي لأفراد الأسرة محاولة إقناعه بالتأجيل قدر الإمكان، إلا إذا أصر المريض ولم تنجح محاولات إقناعه فينبغي لأفراد الأسرة مؤازرته في هذا الوقت.
وفي حالة الأنباء السيئة التي ربما تؤدي عند سماعها إلى انتكاس الحالة المرضية لمريض الفُصام، ينبغي تهيئته بالتدريج لسماع هذه الأنباء.
الفكرة من كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
يمثلُ الفُصامُ أحد الأمراض النفسية الهامة بسبب تداخل أعراضه، وما ينشأ عنه من تغيرٍ عميقٍ في نمط تفكير الشخص المصاب ومشاعره وسلوكه، وهو ما يجعل مريض الفُصام شخصيةً تستعصي على فَهم الكثيرين، وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس من الكتاب هو زيادة الوعي لدى الأشخاص بطبيعة مرض الفُصام، إذ تمثل زيادة الوعي بطبيعة المرض أحد أهم السبل لمساعدة الشخص المصاب من قِبَل المحيطين به، فهو أيضًا يُقدم إلينا فرصةً للتعمق داخل النفس البشرية، إذ تساعدنا دراسة المرض النفسي على معرفة خبايا النفس البشرية بمثل المساعدة التي تقدمها إلينا دراسة النفس البشرية السوية.
يقدم إلينا هذا الكتاب بشكل موجز المعلومات الرئيسة التي تتعلق بمرض الفُصام، كطبيعة المرض وأهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، كما يحتوي على أهم سبل مساعدة الشخص المصاب بالفُصام وسبل الوقاية من الإصابة بالمرض.
مؤلف كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
سيلفانو أريتي: طبيب ومحلل نفسي مرموق، عمل أستاذًا للطب النفسي الإكلينيكي بكلية الطب بنيويورك، كما عمل رئيس تحرير لموسوعة الطب النفسي الأمريكية، له عديد من الدراسات التي تتعلق بمرض الفُصام كما حصل على عديد من الجوائز العلمية نتيجة لإسهاماته المتميزة في فهم المرض وطرائق علاجه.
من مؤلفاته الأخرى:
Creativity: The Magic Synthesis.
The Parnas: A Scene from the Holocaust.
معلومات عن المترجم:
د. عاطف أحمد: طبيب نفسي وكاتب ومترجم، ترجم عديدًا من الكتب الأخرى من أبرزها كتاب “المخ البشري: مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك”، له عدة مؤلفات من أبرزها كتابه “نقد العقل الوضعي”.