دراسة الأتراب
دراسة الأتراب
تُجرى دراسات الأتراب باختيار مجموعة من الأفراد وقياس عدة خصائص لكل فرد مثل الوزن وضغط الدم والنظام الغذائي، ومتابعتها طوال مدة زمنية محددة تطول أو تقصر حسب الهدف من الدراسة، وكثيرًا ما تستهدف الكشف عن نتائج مستقبلية وحينها تُسمى “دراسات الأتراب الاستباقية”، وتستخدم على نطاق واسع في بحث أثر النظام الغذائي طويل الأمد، وتأثير تجارب الحياة الأولى في رحم الأم وفي أثناء الطفولة على الأمراض التي تصيب البالغين… ومن أشهر أمثلته “الاستقصاء الأوروبي الاستباقي حول السرطان” وكشف عن نتائج منها: ارتباط سرطان القولون بالإفراط في تناول اللحوم المصنَّعة والحمراء، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بتعاطي هرمون الذكورة (التستوستيرون) لعلاج هشاشة العظام المتوقَّع بعد سن اليأس.
تحتاج دراسة الأتراب إلى وفرة معلوماتية عن النظام الغذائي وعادات التدخين وغيرها، وهي معلومات يسهل الحصول عليها بفضل وفرة الأدوات الحسابية اليوم، ولكن الصعب هو الحاجة إلى إجراء تجارب معملية على آلاف من عينات الدم ولكن يمكن الاكتفاء بأخذ عينات ممثلة للمجموعة التي يمكن أن تعطي المعلومات نفسها التي تقدمها المجموعة بأكملها، بتكلفة وجهد أقل.
اختيار المجتمع السكاني أمر جوهري؛ إذ لا معنى لدراسة تأثير الغذاء بين مجتمع يأكل أفراده أطعمة متشابهة، والعوامل الخاضعة للدراسة منها ما هو قابل للقياس ومنها ما لا يقبل القياس، ويجب عزل جميع العوامل غير الداخلة في الدراسة، والتي يمكن أن تؤثر في دقة النتائج، وينبغي انتقاء آلية للمتابعة عن طريق الأنظمة المحلية التابعة للمجتمع محل الدراسة أو شبكة الأطباء المعالجة للأفراد.
الفكرة من كتاب علم الأوبئة.. مقدمة قصيرة جدًّا
أمسى الكلام عن المرض والصحة الشغل الشاغل لدى الخاصة والعامة منذ أنْ تفشَّى وباء كورونا المستجد نهاية العام قبل الماضي، مما أَبْرَزَ العِوَزَ الشديد لعلم الأوبئة، سواء في مجال الصحة العامة أو مجال الإحصاء السكاني وديمغرافيا المجتمع، لفهم طبيعة الوباء وآثاره، فلا تكفي التجارب الحيوية المعملية المنعزلة لتفسير كل الظواهر الفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية المتعلقة بالمرض، وفي هذا الموجز عرض للمبادئ الأصلية التي يقوم عليها علم الأوبئة.
مؤلف كتاب علم الأوبئة.. مقدمة قصيرة جدًّا
رودولفو ساراتشي (Rodolfo Saracci): أستاذ زائر في جامعتي مونتريال وآرهوس وُلِد عام ١٩٣٦، وترأَّس من قَبل الجمعية الدولية لعلم الأوبئة، وشغل منصب مدير البرنامج التعليمي الأوروبي لعلم الأوبئة، وتقلَّد كذلك مناصب قيادية في مجال الأوبئة في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في ليون.
من أهم مؤلفاته:
تدريس علم الأوبئة.
مرجع أكسفورد للصحة العامة.
مبادئ قياس التعرُّض في علم الأوبئة.