خطوطٌ حمراء مع الأبناء
خطوطٌ حمراء مع الأبناء
من الأساليب الخاطئة التي يقع فيها الوالدان في عملية التربية، أسلوب الضرب، وهو من الأساليب الشرعية التي ورد ذكرها كعقوبة على ترك الصلاة، ولكن أيضًا بشروطٍ حددها الشرع يجب عدم تجاوزها، وهو ألا يُضرب الطفل ما دام لم يتعدَّ العاشرة من عمره، وألا يُضرب ضربًا مبرحًا بغرض الانتقام أو التشفي منه، وألا يركز الضرب في مكان واحد، كل هذا إذا غلب على ظن الوالد أن أسلوب الضرب هو الذي سيأتي بنتيجة، أما إذا كان يظن خلاف ذلك فلا فائدة منه، بل إن ضرره سيكون أكبر، ويوجه الضرب رسالة للابن بتقبّل الأذى من الآخرين، لأنه في ظن أبويه دائمًا مخطئ، بل ويبرر للطفل أذى غيره أيضًا كما حصل معه.
وكذلك أسلوب اللوم وكثرة التوبيخ بسبب ومن دون سبب، ويقصد الوالد من أسلوب الإيلام النفسي جعل ابنه يراجع نفسه وأخطاءه، لكن هذا الأسلوب يفقد تأثيره مع الوقت، وهذا يرجع إلى تكرار اللوم على مسامع الولد، مما يجعله بعد فترة يكف عن الانتباه له أو التأثر به، وسبب آخر وهو أن العقاب يكون مقابله شعورٌ بألم الضمير من الوالد، فإذا لم يرزع الوالدان هذا الشعور في ابنهما فلا فائدة إذًا من لومه أو توبيخه، ويوجه هذا الأسلوب للابن رسالة بعدم الفائدة منه على الإطلاق، مما يجعل الطفل ينأى بنفسه عن المحاولة الجيدة في ما بعد.
ويأتي كذلك أسلوب السخرية، وهو أسلوب يُشعر الولد بالدونية، ويجعله في حالة دائمة من التحفز والإحباط والحزن، بل ويورثه مشاعر سلبية يظل أثرها في نفسه سنوات، وربما أثرت كذلك في تربيته لأبنائه بعد ذلك.
وأساليب أخرى سلبية، كالمصادرة على أحاديث الطفل دون استماع له، وعقد مقارنات دائمة بينه وبين غيره، والعصبية والعنف تجاه ردود أفعاله.
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.