خرافة القطاعين
خرافة القطاعين
كان مصطلح القطاع العام والقطاع الخاص أحد أبرز ما أنتجته معارض أزياء الاحتيال، إذ لم يكونا سوى ثوب جديد لمصطلحي الرأسمالية والاشتراكية، وأصبح من المقبول اجتماعيًّا اليوم وجود قطاع عام ينفق على خدمات الدفاع والرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة في مقابل قطاع خاص يسيطر على باقي عمليات إنتاج السلع والخدمات السوقية.
كان المفترض أن يسير كلا القطاعين جنبًا إلى جنب بشكل متوازٍ كما نسمع ونقرأ دائمًا، ولكن ما حدث أن تم الانقلاب من جانب القطاع الخاص على القطاع العام وتدخَّل بصورة كبيرة في عملية توجيه السياسات الاقتصادية للقطاع العام، وأبرز مثال على ذلك الصناعات الدفاعية، فقد تدخَّلت صناعات السلاح بصورة مجحفة في الشأن العام الأمريكي وربما صادف ذلك مصالح فئة من المسؤولين ذوي المصالح الخاصة نظير أرباح وعمولات مجزية، وهنا نشأ نوع من عدم وضوح الرؤية وضبابية المشهد، وبخاصةٍ مع التزايد المستمر لنفوذ القطاع الخاص وتقليص صلاحيات القطاع العام يومًا بعد يوم.
الفكرة من كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
يلقي الكتاب الذي بين أيدينا الضوء على الأدوار الخفية التي تمارسها الشركات الكبرى في ميداني الاقتصاد والسياسة معًا، موضحًا أساليب الاحتيال التي يجري اتباعها في تشكيل الواقع الاقتصادي والسياسي، بل وحتى الاجتماعي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى جدلية العلاقة بين القطاعين العام والخاص في الاقتصاد الرأسمالي المعاصر.
مؤلف كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
جون كنث جالبريث: خبير اقتصاد كندي من أصل أمريكي، ولد في الـ15 من أكتوبر 1908 وتوفي في الـ29 من أبريل 2006، كان اقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، وأحد أبرز مؤيدي الليبرالية الأمريكية في القرن العشرين، حصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا للاقتصاد في جامعة هارفارد لعدة سنوات، وخدم في العديد من إدارات الرؤساء الأمريكيين، وكان سفير الولايات المتحدة لدى الهند، كما حصل على وسام الاستحقاق الكندي، وعلى وسام الحرية في عام 1946، ووسام الحرية الرئاسي في عام 2000، وذلك تقديرًا لخدماته في الاقتصاد.
كان جالبريث غزير الإنتاج؛ بما يزيد على أربعين كتابًا من ألف مقال في موضوعاتٍ مختلفةٍ، ومن بين أعماله المشهورة الثلاثية الشهيرة عن الاقتصاد المتمثلة في:
· الرأسمالية الأمريكية.
· مجتمع الوفرة.
· الدولة الصناعية الجديدة.