حياة مالكوم إكس
حياة مالكوم إكس
ولد “مالكوم ليتل” عام 1925 بولاية برسكا، وكان ترتيبه الرابع بين ثمانية إخوة، وكانت أمه “لويز” عضوة في “الجمعية العالمية للزنوج”، وكانت تغرس في أولادها منذ الصغر معاني الحرية، وتربي فيهم الفخر كونهم أفارقة، وكان مالكوم منذ الصغر ذا طبيعة مشاغبة، وكان يتفنن في أخذ حقه، فنجده يقول: “لقد تعلمتُ باكرًا أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يُحدِث بعض الضجيج إذا أراد أن يحصل على شيء”، وقد طبَّق هذا الأمر على الجميع حتى أمه لويز، فإذا عاد إخوته من المدرسة وطلبوا خبزًا وزبدة، كانت أمه ترفض، أما مالكوم فكان يصرخ ويجعل عاليها سافلها حتى تعطيه ما يريد!
أما عن والده “إيرل ليتل” فكان أيضًا عضوًا في “الجمعية العالمية للزنوج”، وكان مالكوم يفخر ويعتز به، وبسبب مناهضة “إيرل” للبيض فقد قُتِلَ على يد عصابات “كو كلوكس كلان”، وهذا سبَّب صدمة كبيرة لأسرة مالكوم، فقد أصبحت الأم لويز بعد موت الأب أرملة تعمل خادمة في بيوت البيض، وكانت تطرد باستمرار نتيجة العنصرية، كما تم حرق بيت مالكوم، وكذلك تم قتل ثلاثة من إخوته على يد نفس العصابات من البيض، ونتيجة العنصرية التي لاقتها الأم لويز فقد أصيبت بصدمة نفسية أدخلتها مستشفى الأمراض العقلية، وعرضت الدولة مالكوم وإخوته للتبني وتم توزيعهم على بيوت مختلفة.
عاش مالكوم حياة بائسة بين التسكع والسرقة، وطرد من المدرسة ودخل سجن الأحداث، واستكمل تعليمه الثانوي في السجن، وفي أثناء المرحلة الثانوية كان من بين الطلبة المتفوقين، ولكن حدث شيء صادم غيَّر حياة مالكوم، وذلك عندما سأله أستاذ اللغة الإنجليزية، قائلًا: ماذا تريد أن تصبح في المستقبل يا مالكوم؟ فأجابه: أريد أن أكون محاميًا، فدُهش المدرس، ورد على مالكوم قائلًا: لنكن واقعيين يا مالكوم، فإنه من المستحيل أن تكون محاميًا، فحزَّ ذلك في نفس مالكوم، حيث شجَّع المدرس جميع الطلبة على أن يصبحوا ما يريدون إلا هو، بسبب لونه الأسود، فكانت المحاماة حكرًا على البيض، وقد أدى هذا الموقف إلى ترك مالكوم المدرسة، ودخول عالم الجريمة والسرقة، وتم القبض عليه مرة أخرى والحكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات، رغم أن البيض في جرائم مماثلة كان يحكم عليهم بخمس سنوات فقط!
الفكرة من كتاب حلم البراءة.. مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي
مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.
مؤلف كتاب حلم البراءة.. مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي
عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:
إنسان صح.
أبناء الملتزمين.