حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف
حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف
أنصف الإسلام المرأة في كل العصور فيما لها من حقوق وما عليها من واجبات، وفي حياة السيدة عائشة خير مثال لهذا، بل هي كانت أول من يستشهد به على الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة.
ولم نجد أي عصر ولا أي شريعة رفعت مكانة المرأة بقدر الإسلام، قال تعالى: ﴿ولَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾، وهذه الآية الكريمة تفصل جملة قوام الحقوق والإنصاف بين الجنسين، والمقصود هنا ليس أن تتساوى المرأة مع الرجل في كل شيء، بل أن يكون ما لها من حقوق مساوٍ لما عليها من واجبات، وألا تظلم في حياتها العامة أو الخاصة، والرجل أيضًا عليه واجبات وله حقوق، فوظائف المرأة الاجتماعية قد تختلف عن وظائف الرجل من ناحية البنية ورقَّة الشعور والعاطفة، إلا أنها مساوية له تمامًا في الإنسانية والعمل في المجتمع.
فالآية القرآنية تصرِّح بالتساوي بين الرجل والمرأة، فالتساوي في الحقوق بمعنى أن يصل كل ذي حق إلى حقه، وليس معناها أن أعمالهما واحدة، فهناك أعمال يشترك فيها الرجال والنساء، كما أن هناك أعمالًا مختصَّة بالنساء كتربية الأولاد والقيام بمصالح البيت، وهناك أعمال مختصَّة بالرجال كالقضاء والجهاد، والمقصود بالدرجة هنا أي القوامة التي للرجل.
وهنا يأتي السؤال عن تعدد الزوجات وظلمه للمرأة، والحقيقة أن التعدد لم يفرضه الإسلام على كل مسلم، ولم يطلقه للجميع، بل قيده بضوابط وشروط منها العدل في المعاملة، ومن حكمة التعدد أن بالمجتمع حالات يكثر فيها عدد النساء عن الرجال بسبب موتهم في الحروب مثلًا، فالتعدد هنا يكون رحمة لا ظلمًا، أما عن عدم جواز التعدد للنساء فالحكمة منه أن الرجل يستطيع أن يؤدي واجب الأبوة مع تعدد الزوجات، بينما المرأة فلا.
الفكرة من كتاب الصديقة بنت الصديق
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة من سيدات بيت النبوة وهي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، يستهله المؤلف بمقدمة عن صورة المرأة في العصر الجاهلي ووضعها في ذلك الوقت، ثم ينتقل إلى حياة أم المؤمنين عن قرب وملامح شخصيتها وأبرز محطات حياتها منذ الصغر ونشأتها في بيت أبي بكر الصديق، حتى زواجها من النبي ﷺ، يستعرض فيه عدة مواقف وأحداثًا متفرقة من حياتها قبل وبعد الزواج، وأحوالها كزوجة لخير الخلق أجمعين ومواقفها معه، وكيف كانت أحب النساء إليه ودورها في حفظ وخدمة سنة الرسول الكريم بعد وفاته، ويختتمه بالحديث عن حقوق المرأة بين المساواة والإنصاف، نجد في سيرتها قدوة حسنة تقتدي بها كل امرأة ومثلًا من أمثلة الأنوثة الخالدة على مر العصور.
مؤلف كتاب الصديقة بنت الصديق
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، وله الكثير من المؤلفات جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”التفكير فريضة إسلامية” وغيرها، وله رواية واحدة فقط هي “سارة”.