حركات عربية أخرى

حركات عربية أخرى
مقاطعة السلع الأمريكية بدأت بشكل ضعيف منذ بدأ دعم الولايات المتحدة لقيام إسرائيل، لكنها ظهرت بقوة مع إعلان «جورج بوش الابن | George Walker Bush» الحرب على أفغانستان والعراق، وحينها انخفضت مبيعات المطاعم الأمريكية بشكل كبير في عديد من الدول العربية، وانخفضت أسعار السلع الأمريكية، وذكر آنذاك مديرُ شركةٍ لتصنيع مواد التنظيف بترخيص من «بروكتر أند جامبل | Procter & Gamble» الأمريكية أن المبيعات قد انخفضت بنسبة تراوحت بين عشرين وخمس وعشرين بالمئة.

وعندما نشرت جريدة دنماركية صورة مسيئة للنبي ﷺ عام 2005، انتشرت حملات شعبية لمقاطعة السلع الدنماركية في البلاد الإسلامية، وسحبت دول عربية وإسلامية عديدة سفراءها من الدنمارك، فخسرت الدنمارك في الأسابيع الأولى من المقاطعة ما يقرب من 170 مليون دولار، وانخفضت صادراتها إلى الشرق الأوسط بمقدار النصف، ووجهت المقاطعة العربية للبضائع الدنماركية ادعاءات منها ادعاء الاتحاد الأوربي أن هذا عمل عدائي تجاه أوربا.
وفي عام 2020، انتشرت حملات شعبية واسعة تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية في البلاد العربية والإسلامية، بعد نشر رسوم مسيئة للنبي ﷺ في فرنسا، وتصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه لن يتخلى عنها، وساند تلك المقاطعة قادة سياسيون كالرئيس التركي «أردوغان»، ورئيس الوزراء الباكستاني «عمران خان»، وألغت باكستان صفقة طائرات هليكوبتر مع شركة إيرباص الفرنسية Airbus Group، بلغت قيمتها أكثر من مليار ونصف المليار دولار.
الفكرة من كتاب المقاطعة الاقتصادية: سلاح الشعوب
تمثل العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين الشعوب ضرورة كبيرة للمجتمعات الإنسانية، وقد تطورت تلك العلاقات عبر التاريخ حتى أخذت شكل النظام الاقتصادي الحالي في ظل العولمة، ما يجعل الإضرار بشركاتٍ تابعة لدولة معينة يؤثر في عجلة الاقتصاد فيها، مما قد يدفعها إلى تغيير مواقفها السياسية وغيرها، والمقاطعة الاقتصادية معروفة منذ قديم الزمان على أنها وسيلة لإضعاف الخصوم، أو تعبير سلمي عن رفض لمواقف شعب أو حكومة في بلد آخر.
وفي السنوات الأخيرة تكررت دعوات المقاطعة في بلادنا، فما تاريخ المقاطعة الاقتصادية؟ وهل هي نافعة حقًّا؟ وكيف هي نظرة الشريعة الإسلامية إليها؟ وما الذي يعوقها عن تحقيق أهدافها؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب المقاطعة الاقتصادية: سلاح الشعوب
عرابي عبد الحي عرابي: باحث سوري تركي، ولد بحلب عام ١٩٨٥، ونال الإجازة في الدراسات الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة دمشق في عام 2009، وحصل على الماجستير في علم الكلام من جامعة «تراكيا | Trakya» في عام 2017، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة «تشاناكالي | Çanakkale» عام 2023، وله دراسات تخصصية في الفلسفة وعلم الكلام والشؤون السياسية والفكرية، وعمل مديرًا علميًّا لمؤسسة السبيل.