حب زوجات النبي له
حب زوجات النبي له
كنَّ (رضي الله عنهن) يعلنَّ حبهن له (ﷺ)، فتقول له عائشة: “والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك”، وكانت تتهيأ وتتزين له، وتحسن استقباله والترحيب به عند عودته من الغزو، وقد تستعير الواحدة منهن ما تتزيَّن به للنبي ما لم تملكه، تقول صفية (رضي الله عنها): “فأخذت عائشة خمارًا لها قد ثردته بزعفران فرشَّته بالماء ليذكي ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله”.
وكانت عائشة (رضي الله عنها) تغار على النبي غيرة شديدة، ولما خرج النبي لبعض أمره وكان عند عائشة غارت فلما عاد سألها: “مالك يا عائشة؟ أغرت؟”، فقالت: “ومالي لا يغار مثلي على مثلك؟”، ولما كان النبي يستأذنها في غير يومها تقول: “إن كان ذاك إليَّ لم أُوثر أحدًا على نفسي”، وكانت تبادر عنه لفعل ما يهم به وإن كانت لا تريد، وتتحرَّى إتيان ما يحب واجتناب ما يكره، وتحرص على راحته.
وكانت (رضي الله عنها) تكره أن تؤذيه بقيامها إن كان يصلي فتتسلَّل من عند رجليه، وتقوم على خدمته، وترقيه، وتأتيه بما يحب من طعام وتدخر له مما يحب، وتمشِّط شعره بيديها وتزيِّنه، وتستاك قبله ثم تغسله لتجعله لينًا له، وتحفظ حقَّه في بيته، فلما أتى عم عائشة (رضي الله عنها) من الرضاعة يستأذن عليها لم تدخله، حتى استأذنت فيه نبي الله (ﷺ) فأذن لها.
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟