جهلاء الحب
الجهلاء في الحياة كثيرون، ولكن ليس كل جاهل هو من لا يعرف القراءة والكتابة، أو ليس لديه من العلوم ما يكفيه، فالجاهل الحق هو الذي فُتِن بجمال وجسم المرأة، وتعلَّق بها حتى أصبح يفكر بها ليل نهار، ونسي أن الجمال الذي انبهر به ما هو إلا جمال من صنع الله، فأصبح لا يرى نور الله لأنه مال عن الحقيقة وتمسَّك فقط بالشكليات وكل ما هو زائل، فالحب الذي يصل بالعبد إلى الجنون بحبيبته ومفاتنها هو حب هالك ينتهي بالفشل، واستمرار ونجاح أي علاقة قائم على المودة والحب المليء بالرحمة، وهذا هو الهدف الذي نعيش من أجله وهو عمارة الأرض، ولعلَّ أقرب مثال لذلك هو السيدة خديجة (رضي الله عنها) المرأة التي استطاعت أن تعطي النبي (صلى الله عليه وسلم) من حنانها ورحمتها وعطفها،
فكانت مصدر الأمن والأمان له من ظلم الكفار وعداوتهم، والسند والعون له طول مدة رسالته، حياتهما كانت مليئة بالأنس والسكن لم يتخلَّلها الملل أو الفراغ لأن أساس العلاقة قائم على حب الله ورضاه، فإذا وضعنا صفات معيَّنة يمكن أن تكون في المرأة التي يبحث عنها الرجل نجد أنها تكون متسامحة لا تحمل في قلبها غلًّا أو حقدًا لأحد، معاملتها كلها لين ورحمة وصدق، تعرف متى تكون أمًّا، وصديقة، وسندًا لزوجها.
الفكرة من كتاب عصر القرود
هل خطر بعقلك من قبل أنه سيأتي زمن أسوأ من الذي تعيشه الآن؟! هل مع كم الحوادث والفتن اليومية شعرت أن الزمن أوشك على الانتهاء؟ الكثيرون يعتقدون أن الزمن الذي يعيشون به هو أكثر الأزمان فسادًا وانحطاطًا في الفكر والثقافة والأخلاق، ولكن الأزمان تتغيَّر والواقع يزداد سوءًا، وهذا الذي نجح الكاتب في نقله لنا؛ فقد صوَّر لنا الواقع الذي ما زلنا نعيش به من انحطاط في الأخلاق والفكر والثقافة، وركَّز على كل المشاكل الحقيقية التي يعانيها المجتمع.
مؤلف كتاب عصر القرود
مصطفى محمود: كاتب وأديب مصري، ولد عام 1921 في محافظة المنوفية بمصر، وكان يحب العلوم منذ صغره، فدرس الطب وتخصَّص في جراحة المخ والأعصاب، ثم توجَّه إلى مجال الكتابة في السنوات الأخيرة من دراسته، وعمل في مجلة “روز اليوسف” عقب تخرجه مباشرة، واحترف مجال الكتابة بعدها؛ فألَّف ما يقرب من 89 كتابًا تنوَّعت بين الكتب العلمية والفلسفية والدينية، وقدَّم برنامج “العلم والإيمان” الشهير، وفاز بجائزة الدولة التقديرية عام 1995، وتوفي عام 2009.
من أبرز أعماله:
“تأمُّلات في دنيا الله”.
“رحلتي من الشك إلى اليقين”.
“أينشتين والنسبية”.
“أيها السادة اخلعوا الأقنعة”.
“ألعاب السيرك السياسي”.
“حوار مع صديقي المُلحد”.