توقّع المكافآت

توقّع المكافآت
للتوقعات دور كبير في التأثير في السلوك البشري، خصوصًا في سياق نظام المكافأة في الدماغ، إذ تبيّن أن توقعات الاحتياج لدينا أقوى من ميولنا، فإن توقع المكافآت -وليس المكافآت نفسها- هو الذي ينشط نظام المكافأة في الدماغ، ما يؤدي إلى سلوكيات مثل الإفراط في تناول الطعام أو الإدمان. إذ يعمل نظام المكافآت في أدمغتنا بشكل دائم، ويتشكل بفعل الذاكرة والعواطف والرغبات المختلفة، ويتلقى نظام المكافأة إشارة أقوى من ترقب الأشياء الآنية مثل المثلجات أكثر من الأشياء المجردة كالاكتشاف، أو الصحة وطول العمر.

ومن أجل تطوير القدرة على مقاومة المكافآت السريعة لا بد من تغيير توازن توقعاتنا، إن المناطق الجبهية وتحت القشرية في نظام المكافأة تتأرجح كثيرًا بين الاحتياجات المختلفة، وكل احتياج له غرض، ويُعطينا الدافع للسعي وراء هدف ما، وما إن يتحقق الهدف يختفي الاحتياج، ويمكننا تسريع هذه العملية أو إبطاؤها بتغيير توقعاتنا.
فعلى سبيل المثال يمكن أن يتأثر جوعنا وفقًا لتوقع ما استهلكناه، مثلما أظهر الباحثون في دراسة عام 2011، الذين قدموا عصيرًا للطلاب يحتوي على مقدار الفاكهة نفسه، ولكن قبل تقديمهم للعصير أظهروا لكل طالب طبقًا مليئًا بالمكونات لضمان عدم معاناتهم من الحساسية لأي نوع من الفواكه، ولكن كان ذلك بهدف اللعب بعقولهم، فبعضهم رأى قطعًا صغيرة، وآخرون رأوا قطعًا كبيرة، وخمّن الطلاب الذين رأوا الحجم الأكبر أنهم سيشبعون لوقت أطول، والمدهش حقًّا أن توقعهم تحقَّق رغم تساوي كمية العصير لكلا المجموعتين، أي إن تغيير التوقعات يمكن أن يؤثر في تلبية الاحتياجات. واكتُشف شيء آخر هام وهو أن مجرد الاعتقاد بأننا نأكل أطعمة بها نسبة أقل من الدهون والسعرات الحرارية جعلنا نشعر بالجوع المتواصل، فالتفكير كثيرًا في ما نتناوله يُعدّ سلاحًا ذا حدّين، فإذا صنفنا أطعمتنا بوصفها حمية غذائية فسنشتاق إلى الطعام أكثر ونشعر بالجوع أسرع.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.