توقفت المضخة عن العمل

توقفت المضخة عن العمل
ما العَرَض الأكثر شيوعًا لأمراض القلب؟ بالطبع تعتقد أنه ألم الصدر أو الذراع اليسرى، أو حتى ضيق في التنفس، لكن الإجابة هي الموت المفاجئ، أنت تعلم أن المريض يعاني مرضَ القلب لأنه تُوُفِّي للتو بسببه، وفي حين أن أمراض القلب هي أكثر الحالات المرتبطة بالسن انتشارًا، يمكن الوقاية منها بسهولة أكبر من السرطان، فلا تقلق ودعني أوضح لك عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، من المعروف أن الوزن الزائد ومقاومة الأنسولين هما عاملا الخطر الأكثر أهمية، إذ يساعدان على خلق بيئة تعزز تطور آفات “تصلب الشرايين | Atherosclerosis”

وعلى الرغم من مدى فهمنا لمرض تصلب الشرايين وتطوره، وعدد الأدوات المتوافرة لدينا للوقاية منه، فإنه ما يزال يقتل عددًا كبيرًا من الأشخاص، وتكمن المشكلة الأساسية في الطب الثاني، إذ تستند المبادئ التوجيهية لإدارة المخاطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى أفق زمني قصير للغاية، مقارنةً بالخط الزمني للمرض، ومعظم التدخلات الطبية تكون في مرحلة العلاج لا الوقاية، كما يسود اعتقاد خطأ كبير حول تصلب الشرايين، وهو أن سببها بطريقة أو أخرى هو الكولِسترول الذي نتناوله في نظامنا الغذائي، ووفقًا لهذه النظرة القديمة المبسطة، فإن تناول الأطعمة الغنية بالكولِسترول يؤدي إلى تراكم ما يسمى بالكولِسترول السيئ في دمائنا ومن ثم تراكمه على جدران الشرايين، حتى “أنسيل كيز | Ancel Keys” -عالم التغذية الشهير وهو أحد الآباء المؤسسين لفكرة أن الدهون المشبعة تسبب أمراض القلب- كان يعلم أن هذا هراء، إذ إن الكولِسترول ضروري للحياة، فهو مطلوب لإنتاج بعض أهم الهياكل في الجسم، مثل أغشية الخلايا والهرمونات.
وأحد الاعتقادات الخطأ الأخرى التي يتعين علينا مواجهتها، فكرة أن أمراض القلب والأوعية الدموية تصيب كبار السن في المقام الأول، ومن ثم لا داعي إلى القلق كثيرًا بشأن الوقاية لدى المرضى الذين هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وهو ما يؤدي في النهاية إلى فشل عملية الوقاية، ولا ترتبط صحة الشرايين بصحة القلب فقط، لكنها ضرورية لصحة الدماغ، إذ يُعتقد أن أحد أسباب الألزهايمر هو الخلل في وصول الدم إلى الدماغ، والألزهايمر هو مرض تراجع القدرات المعرفية والذاكرة، وليس حالة عامة مرتبطة بالتقدم في السن، ومؤخرًا تحظى فكرة الوقاية من الألزهايمر بدعم كبير، إذ بينت التجارب أثر التغذية والتمارين في الحفاظ على الوظائف المعرفية، ومن ثم ما هو مفيد للقلب مفيد للدماغ كذلك.
الفكرة من كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
نخاف جميعًا التقدم في العمر، ونود أن نحتفظ بصحتنا الجسدية والنفسية لأطول فترة ممكنة، فما الفائدة من طول العمر إن لم نتمكن من ترك السرير؟ ولا يعني طول العمر العيش إلى الأبد، فنحن لن نتمكن يومًا من التحرر من سهم الزمن، فكل شيء على قيد الحياة سوف يموت حتمًا، لكننا قد نتمكن من التحرر من تأثيرات سهم الزمن.
فما لعنة تيثونوس | Tithonus؟ وهل الشيخوخة هي المصير الحتمي؟ وكيف يمكن للطب مساعدتنا؟ وأخيرًا هل يمكن لتعديلات الروتين ونمط الحياة اليومي أن تتحول إلى دواء فعال للوقاية من الشيخوخة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب عمر أطول: علم وفن العيش لفترة أطول
بيتر عطية: طبيب كندي من أصل مصري، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة ستانفورد، ثم عمل طبيبًا مقيمًا في جراحة الأورام في مستشفى جونز هوبكنز، كما أسس شركة “عطية ميديكو”، التي تقدم خدمات الاستشارات الطبية للشركات والأفراد عن كيفية تحسين صحتهم.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.