توقعات الآخرين

توقعات الآخرين
نحن مغمورون في توقعات بعضنا عن بعض، ومهما حاولنا لا نستطيع أن نحتفظ بها لأنفسنا، لكن كيف لهذه التوقعات -غير المفصح عنها- أن تصبح نبوءات ذاتية التحقق؟ وهل يمكن أن تغير التوقعات من إدراك الناس؟ لاستكشاف الإجابة سنتحدث عن تأثير “بجماليون في الفصل | Pygmalion in the Classroom”، وهي ظاهرة لوحظت في دراسة أُجريت في مدرسة ابتدائية في جنوب “سَانْ فِرَانْسِيسْكُو | San Francisco”، أخبر المعلمون بعض الطلاب أنهم سيزدهرون أكاديميًّا، وبالفعل تبيّن أن الطلاب الذين قيل إن من المتوقع منهم أن يؤدوا أداءً جيدًا كان أداؤهم جيدًا فعلًا.

ومع ذلك لم يكن الأمر بهذه البساطة، فقد سلطت الأبحاث اللاحقة الضوء على مدى تعقيد هذه العلاقة، وتبين أن تأثيرات تحقيق الذات لتوقعات المعلمين عادة ما تكون صغيرة، ولكنها يمكن أن تكون مهمة لمجموعات محددة، مثل الأطفال الأكثر فقرًا، أو الأقليات، أو الطلاب الذين لديهم تاريخ من ضعف التحصيل. ويظهر تأثير تلك التوقعات جليًّا إيجابيًّا في أكاديمية كَالِيفُورْنِيَا الإعدادية “CAL Prep” التي يُعد كل طلابها من الأقليات والفقراء، وساهمت التوقعات العالية لجميع الطلاب في نجاح المدرسة، إذ احتلت المرتبة الأولى بين أفضل 15% من المدارس الثانوية العامة، والتحق كل الطلاب في أول دفعة تخرج في CAL Prep بالجامعة.
واكتُشف أن توقعات المعلمين ليست وحدها المؤثرة، بل القوالب النمطية المجتمعية أيضًا تؤثر في أداء الطلاب، ويظهر تأثير القوالب النمطية في مفهوم “تهديد الصورة النمطية” الذي يشير إلى القلق الناجم عن الخوف من تأكيد الصور النمطية السلبية المرتبطة بالعرق أو الجنس أو الخلفية، وحتى الصور النمطية الإيجابية قد تخلق ضغطًا، ما يؤدي إلى ضعف الأداء، وهي ظاهرة يُشار إليها باسم “الاختناق تحت الضغط”.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.