توظيف الروبوتات
توظيف الروبوتات
إنّ الوصول إلى اليقينِ عند تنفيذ الأفكار الجديدة يُعدّ شيئًا مُستحيلًا، إذ لا بُدّ من المُخاطرة، لكن كيف يُمكن المُخاطرة بأقلّ الخسائر؟ إليكَ هذا المِثال، قرر ستيف كُوزِينز -مؤسس مُختبر سافيوك والمدير التنفيذي له- أن يطلق روبوتًا للعمل في المجال الفندقيّ، لكن كانت لديه مخاوف بشأن مدى قَبول النزلاء بأن يخدمهم روبوت، والمشكلات المُحتملة التي قد يتسبب فيها الروبوت إذا لم يؤدِّ دوره على أكمل وجه، لقد كان الأمر في حقيقتهِ مُخاطرة، لأنّ فشلها يضع الفندق والشركة في موقفٍ صعبٍ أمام العُملاء، ولقد وضع الفريق بالفعل التصميم الذي رآه مناسبًا ولطيفًا قدر الإمكان،
واتفق مع عديد من الفنادق التي قبلت إجراء تجربة إطلاق الروبوت Relay لديهم، لكن، في حقيقة الأمر، هذه التساؤلات لم تكُن لها إجابات واضحة، وهذه النقطة الحرجة كانت نقطة مُثلى لتنفيذ سباق السرعة، لقد أوقف الفريق جدول أعمالهِ لمدة أسبوعٍ كامِل، وانقطع ذهنيًّا للإجابة عن تساؤلات عن أداءِ الروبوت مع البشر.
صمم الفريق نظامًا هيكليًّا هرميًّا لاتخاذ القرارات، وجمع المُلاحظات والمُخططات الناتجة عن العمل الفرديّ والجماعيّ في آنٍ واحِد، وبنى نموذجًا أوليًّا في يومٍ واحد بعد أن تم الاتفاق على الأفكار التي ستُختَبَر، فالتجربة على حيزٍ ضئيل تسمح بقياس مدى نجاعة الفكرة دون الإهدار في الوقت والمال في حال إذا فشلت الفكرة، ثم أُجرِي الاختبار على العُملاء المستهدفين في فُندقٍ قريب، وكانت الغرفة الفندقيّة بمنزلة معملٍ بحثيّ، إذ ثُبِّتَت كاميرات في الحائط -بإذنٍ من العميل بالطبع- يُمكن من خلالها مُراقبة التجربة عن بعد وتسجيل المُلاحظات دون الحاجة إلى التدخّل المُباشر حتى تسير التجربة بشكلٍ طبيعيّ،
في النهاية لاقى الروبوت ترحيبًا شديدًا بين النزلاء، مع بعض التعليقات بالطبع عن بُطء شاشة اللمس في الروبوت على سبيل المثال، والبعض لم يرُقهُ وجود الألعاب على شاشة الروبوت، وهذه التعليقات جميعها هي حلّ التساؤلات التي لو لم تكُن قد طُرحَت حيز البحث، لما نجحت هذه الفكرة الجديدة في العمل بهذه الكفاءة، مع مقارنة التكلفة الضئيلة والحفاظ على سمعة الشركة.
الفكرة من كتاب سباق السرعة: حل المشكلات الكبرى واختبار الأفكار الجديدة في خمسة أيام فقط
إنّ تحقيق المُعادلة الصعبة -وهي الجمع بين الوقت الضئيل مع المال الوفير- أمرٌ في غاية الصعوبة، وسباق السرعة هو المُحقق لهذه المعادلة، إذ يُمكن خلال هذا السباق تكثيف الجهود في وقتٍ يصلُ أقصاهُ إلى أسبوع لاتخاذ قراراتٍ مصيريّة للشركات، وهذا الكِتاب بمنزلة دليل شخصيّ حتى يتمكّن الجميع من اتباع أسلوب سباق السرعة، فما هو سباق السرعة؟ وكيف يُمكننا المُضيّ قُدمًا نحو الخوضِ في غِمار هذا السباق؟ إجابة السؤالَين هي محور هذا الكِتاب.
مؤلف كتاب سباق السرعة: حل المشكلات الكبرى واختبار الأفكار الجديدة في خمسة أيام فقط
جاك ناب: كاتِبٌ ومُصمم أمريكيّ، حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون البصريّة بجامعة واشنطن، وعملَ في عديد من الشركات الكبيرة مثل Google، وساهم في تصميم خدمة G-mail وHangouts، وعمل أيضًا لدى Microsoft، واستعانت بهِ عديد من المؤسسات الكُبرى مُدرِّبًا لعديد من الفِرَق مثل: ليجو | LEGO وناسا | NASA وأيديو | IDEO.
جون زيراتكسي: كاتِب ومُصمم أمريكيّ، حصل على شهادة البكالوريوس في تخصص علوم الصحافة بجامعة واشنطن، وشاركَ في تصميم موقع يوتيوب، وقدّم عديدًا من الاستشارات لمؤسسات كُبرى مثل Uber، وذلك خلال وجوده في شركة G.V، ولهُ عديد من المقالات في جريدة وول ستريت، وهارفرد بزنس ريفيو، وجريدة تايم الأمريكيّة، وكتبَ كتاب: “اصنع وقتًا أكثر من المُتاح” بالاشتراك مع جاك ناب.
برادن كويتز: مُصمم أمريكي، حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب من جامعة إلينوي، وحصل على شهادة الماجستير من جامعة كارنيجي ميلون، وهو أحد مؤسسي شركة رانج | Range للاستشارات الإداريّة والتصميم.
معلومات عن المُترجم:
أحمد حمدي مُصطفى: مُترجمٌ مصريّ، ومُدرّس لمادة التفكير العلميّ بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في تخصص فلسفة العلوم من جامعة القاهرة، وحصل على دبلومة الترجمة الفوريّة من الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة، لهُ عديد من الكتب المُترجمة مثل:
ميتافيزيقا الجُسيمات: دراسة نقديّة لواقعيّة ما دون الذرّة.
خرافات كُبرى عن التعليم والتعلّم.