تمرين الاسترخاء راقدًا
تمرين الاسترخاء راقدًا
من المهم أن نشير إلى أن الاسترخاء المقصود هنا ليس مقصودًا به الراحة في السرير أو التوقُّف عن القيام بالمجهود وأخذ قسط معين من الراحة، فهو برنامج تدريبي تخضع فيه لطبيب مختص يضعه لك ويتابعك في أثناء القيام به من خلال مجموعة أمور يجب أن توفِّرها لكي تنجح جلسة الاسترخاء، كأن تبتعد عن مشتتات الانتباه وأن تقوم بالتمرين في مكان هادئ بعيد عن أي ضوضاء أو إزعاج، وأفضل وضع للقيام بالتمرين هو الاستلقاء على الظهر، ويراعى أن تستقر الذراعان على الفراش مباشرةً، وأن تفصلهما مسافة عن الساقين، وبسط اليدين، وتجنُّب وضع ساق على الأخرى، بحيث يكون كل جزء من الجسم مرتكزًا مباشرةً على الفراش، فمن المهم هنا ذكر أن هذه التعليمات للمبتدئين، لكن ممكن أن يتم تمرين الاسترخاء في أي وضع آخر شريطة أن يكون مألوفًا.
بعد الاستعداد كما ذكرنا، نقوم بإرخاء الذراعين أولًا فنبدأ بالذراع اليمنى ويتم إرخاؤها نحو ساعة أو أكثر يوميًّا لمدة ستة أيام، ثم ننتقل إلى الذراع اليسرى ساعة أو أكثر يوميًّا لمدة ستة أيام مع الحفاظ على إرخاء الذراع اليمنى، ثم ننتقل إلى الساق اليمنى ساعة أو أكثر يوميًّا لمدة تسعة أيام مع إرخاء الذراعين أيضًا، ثم نقوم بنفس التمرين مع الساق اليسرى نفس المدة الزمنية.
ثم نقوم بعد ذلك بإرخاء الجذع لمدة ثلاثة أيام، ثم باقي أجزاء الجسم تدريجيًّا، الشفتين ثم العينين ثم الجبهة ثم الحاجب ثم الجفون ثم الوجنتين ثم اللسان، إذ إن القيام بهذه التمارين هدفه تمييز وتحديد كيفية التوتر للعضلات والإحساس به، وبالتالي عندما تحدث نكون على وعي بها فنستطيع السيطرة عليها والحد من أثرها، الجدير بالذكر أن الجزء الأول فقط من كل جلسة يكون لتمييز التوتر الحادث للعضلات، أما باقي مدة الدرس يكون لاسترخاء الجسم كاملًا فلا نقبض أي جزء من عضلات الجسم لكي نرخيه كما فعلنا مع أجزاء الجسم كلها.
الفكرة من كتاب فن الاسترخاء
نعاني ضغوطًا يومية وحياتية كثيرة جدًّا، منا من يستطيع التأقلم والتكيف وتحملَ هذه الضغوط بشكل كبير، ومنا من لا يستطيع فيتوتر ويكون عصبيًّا طوال اليوم في جميع تعاملاته على اختلاف صور التعصب ودرجاته، لكن هذا التوتر وهذه العصبية تفقدنا كثيرًا من طاقتنا، وبالتالي تؤثر في إنتاجنا وتقدمنا، فما السبيل إلى التحرر من تلك القيود؟
يحاول الكاتب تقديم الحل العملي من خلال شرح التوتر، وكيف يتكون وكيف نتغلب عليه بالاسترخاء.
مؤلف كتاب فن الاسترخاء
عبد اللطيف موسى عثمان: أستاذ ورئيس قسم الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة الأزهر ومدير عام مستشفى الحسين الجامعي، له مؤلفات عديدة في الطب باللغتين العربية والإنجليزية.
من أبرز مؤلفاته:
التدخين يقتلك ببطء.
سلامة مخك وأعصابك.
أمراض الجهاز العصبي.
الصرع والتشنُّجات بين الحقيقة والخرافة.