تمارين لتقوية الشخصية
تمارين لتقوية الشخصية
تشبه شخصياتنا أجسادنا في احتياجها الدائم إلى تمارين تحافظ على مرونتها أطول فترة ممكنة، ولأن الشخصية خاصية اجتماعية فأفضل تمرين لتقويتها هو الاجتماع، فلا بد للفرد أن يخرج من بيئته المنزلية المحدودة إلى بيئة اجتماعية أوسع يعني فيها بأصدقائه، ولا بد من انتقاء أصدقاء مميزين بشخصياتهم لنحاورهم في الموضوعات المختلفة ونستنير بمعرفتهم ونعالج عاداتنا السيئة بانتقاداتهم لنا.
ويمكن أيضًا تحقيق المرونة الاجتماعية بتجنب العادات الفردية التي تمنعنا عن الاختلاط بالآخرين، والحرص في اختيار أصدقائنا، مع الاشتراك في نوادٍ والمواظبة على الحضور فيها، والحفاظ على التزاور مع الآخرين لنحافظ على الطابع الاجتماعي لشخصياتنا.
ويوجد تمرين آخر لتقوية الشخصية في الجانب اللغوي يكمن في أن نناقش ونخطب ونعنى بإتقان أدائنا اللغوي، فمن الأمور التي يجب أن نتجنبها استخدامُ أصواتنا بشكل عالٍ أو منخفض أو متنحنح، ويفضل أن نتجنب الصمت الطويل، وأكل الحروف في أواخر الكلمات، واعتياد النقاش بطريقة المخاصمة والمعاندة، وتجنب استخدام الجلف والجاف من الكلمات، فكل ما سبق عادات يجب أن يبتعد عنها كل ساعٍ إلى تكوين شخصيته وترقيتها بالمناقشة والخطاب.
ويمكن لكل من يجد في نفسه ضعفًا في الخطابة أو المناقشة أن يؤلف مع أصدقائه جمعية يجتمعون فيها ليتدارسوا المواضيع المختلفة، فيكون من ناحية استفاد من العروض المختلفة للمواد العلمية التي ستعرض، ومن ناحية أخرى تحسن وتمرن على الحديث والإلقاء.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.