تعاملات خطأ في التربية

تعاملات خطأ في التربية
فنون التعامل مع المراهقين تختلف عن فنون التعامل مع الأطفال، وطرائق حل مشكلاتهم وعلاجها، ولذلك ولكي تنعم بعلاقة سوية دافئة معهم ينبغي أن تكون على وعي بالأساليب الخطأ التي تتعامل بها مع أبنائك المراهقين، وسنتناول عددًا منها، وأول هذه الأساليب هو السيطرة والتسلط، إذ يعتقد كثير من الآباء أن السيطرة هي الحل الأمثل لضمان عدم انحرافهم، لكن نتيجة ذلك قد تتمثل في تقبل الأبناء ظاهريًّا للسيطرة مما يضعف شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم، أو يتجه الأبناء إلى التمرد والعناد مما يصعب طبيعة العلاقة مع الأهل.

ومن أخطاء التعامل والتربية أيضًا استخدام العنف مع المراهقين سواء كان بدنيًّا أم لفظيًّا، والانفعال الشديد في حل المشكلات، فهي تضع الأبناء في جو مشحون، فلا يستطيعون التفكير بشكل عقلاني سليم، فينفذون الأوامر والنواهي دون اقتناع، فتتكرر سلوكياتهم الخطأ أمام الآباء بقصد أو بعيدًا عنهم، وبالطبع الصراخ وكثرة التأنيب واللوم، والتهديد والوعيد واستخدام أسلوب الشتم والسخرية والانتقاد المستمر لن يأتي بنتائج حسنة.
ومن الخطأ أيضًا التعامل مع المراهق على أنه ما زال طفلًا بكثرة الأوامر دون عملية إقناع ترافقها، أو معاملته على أساس أنه راشد، الفكرة تكمن في أن مرحلة المراهقة فترة انتقالية بين الطفولة والرشد، فلذلك تكون المعاملة على قدر النمو العقلي أولى من نموه الجسمي.
وتوجد ثلاثة أخطاء أخرى، مثل تقييم المشكلات على أساس التفوق الدراسي، فيقتصر كل الاهتمام بالمشكلات التي يواجهها المراهق على الدراسة والتحصيل العلمي، وما دون ذلك من تغيرات يمر بها وتؤثر في طريقة تفكيره ومشاعره لا تعد مشكلة.
والخطأ الثاني هو الاعتماد التام على الأم في التربية، لأن ذلك يحرم الابن تأثير شخصية الأب الديناميكية التي تؤثر في النضج والوعي والإشباع العاطفي والثقة بالنفس التي يحتاج إليها الأولاد والفتيات على حد سواء.
والخطأ الثالث هو الخصام الطويل مع المراهق، لأنه يؤدي إلى تفاقم حدة الخلاف بين الآباء وأبنائهم، ويؤدي إلى شعور المراهق بالرفض وعدم القبول، وقد يستغل بعض المراهقين فترة الخصام للعيش كما يَروقهم دون الالتزام بأي معايير.
الفكرة من كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
غالبًا ما يواجه الآباء والأمهات مشكلات في التعامل مع سلوك أبنائهم المراهقين لدرجة قد تصل بهم إلى الصدام وبناء حواجز تحول بينهم، فتجد كل طرف يشتكي عدم تفهم الطرف الآخر، الآباء والأمهات يشتكون عناد أبنائهم وعدم طاعتهم لكلامهم وعصبيتهم المفرطة على أتفه الأسباب والرد بأسلوب غير لائق، أما الأبناء المراهقون فيشتكون أيضًا أن الآباء لا يستمعون لهم ولا يهتمون بمشكلاتهم النفسية ويتعاملون معهم على أنهم أطفال صِغار!
في حين أن حل هذه المشكلة بسيط ويكمن في وعي الآباء بطبيعة مرحلة المراهقة واحتياجاتها والتغيرات التي تطرأ خلالها، والابتعاد عن الأساليب الخطأ في التعامل، وبالخبرة والمعرفة سيصبح توجيههم لأبنائهم المراهقين أفضل، مما سيدفع المراهقين إلى تقديم أنفسهم لأهلهم بشكل أفضل، وهذا ما سنجده في الكتاب بشكل عملي وأسلوب سلس واضح.
مؤلف كتاب المراهقة وسنينها: برنامج عملي في فنون التعامل مع المراهقين ومهارات احتوائهم
مصطفى النجار: كاتب وباحث تربوي، واختصاصي تعديل السلوك، ألقى عديدًا من المحاضرات وقدم عديدًا من الدورات والندوات في مجال التربية، وشارك في المبادرة الثقافية مثل: تحدي القراءة للشباب والأطفال بالريف المصري.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
دليل الأسرة في مواجهة الإلحاد.
مراهقون بلا مشاكل: برامج عملية في علاج المشكلات المعاصرة للمراهقين.
كيف تربي أبناءك تربية نفسية سليمة؟
الأطفال المزعجون ومشكلاتهم.