تعاملات تجلب التعاسة

تعاملات تجلب التعاسة
كثير من التعاملات في العلاقة الزوجية تجلب التعاسة، ومن أهمها التعامل في العلاقة الجنسية، فسوؤها ينعكس على العلاقة ككل، لذا وجب الحذر في التعامل خلالها، فلكل طرف طريقة يفضلها في التعامل، ولكي يعرف كل واحد ما يريده الآخر، يحتاج الأمر إلى حوار ونقاش لكي يثري كل طرف معرفته بما يفضله الشريك، لأن عدم حل مشكلات العلاقة الجنسية يتسبب في تعاستها، وربما يدفع أحد الشريكين إلى إرواء رغبته في الخارج بالخيانة الزوجية، مما يتسبب في هدم أواصر البيت.
والخيانة كبيرة من الكبائر، فهي تعدٍّ على حرمات الله، وليست منحصرة في الزنا فقط، بل كل علاقة محرمة بين الرجل وامرأة أخرى خيانة، سواء بلغ الأمر الزنا أم لم يبلغ.
كما يتحول الزواج إلى علاقة تعيسة إذا شعر أحد الطرفين أن الآخر لا يراه، سواء كان ذلك بالتجاهل أم بالصمت الطويل في العلاقة وعدم الاهتمام بالشريك وتجاهل الطلبات والاحتياجات، وتزداد تلك التعاسة إذا حاول الرجل إهدار أنوثة زوجته أو حاولت هي إهدار رجولته، سواء حدث ذلك بالإساءة إلى الآخر أو التقصير في خدمته والتقليل من رغباته واحتياجاته، أو بالإهمال والتسفيه من المشاعر والتهديد بالطلاق أو طلبه المتكرر، ويسبب ذلك حدوث فجوة كبيرة من الخصام بين الزوجين، ويزيد من ردود الأفعال غير الناضجة، ويحاول كلاهما استقطاب أطراف خارجية واستخدامها في الصراع مثل الأهل والأطفال.
وزيادة فجوة الخصام ومساحة التعاسة في العلاقة تدفع الطرفين إلى تقليل دعم الآخر ومساندته، فلا يوجد أي منهما لرعاية الشريك ومساندته في ما يمر به، ولا يحاول أحدهما تقديم العون إلى الآخر بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، وتكثر في تلك الأوقات المقارنات بالآخرين، مما يزيد من البغض ويرفع من مستويات الغيرة، وقد يصل الأمر إلى التقليل من رجولة الزوج أو أنوثة الزوجة، ثم نصل إلى مراحل الإهمال، فلا يهتم أحدهما بمشاعر الآخر، ويحاول كل منهما التقليل من احترامه للآخر، وبسبب تلك التراكمات اليومية التي حدثت في العلاقة نصل إلى مرحلة نفاد الرصيد وموت العلاقة كلها.
الفكرة من كتاب رحلتنا من التعاسة إلى السعادة: مهارات التعامل مع منغصات الحياة الزوجية
لا تخلو علاقة زوجية من خلافات ومشكلات وكثرة سوء التفاهم والضغوطات، وأغلب المشكلات التي تمر بها العلاقات قد تكون بحسن نية أو دون قصد من الطرفين أو بجهل منهما، وعدم معرفة الطرفين لما يمران به أو حسن التعامل معه، قد يدفع العلاقة إلى الانهيار، لذلك فهذا الكتاب يسلط الضوء على أهم مسببات الخلافات وبواعث المشكلات وأسباب سوء التفاهم في العلاقات، حتى يحاول الطرفان إنقاذ العلاقة الزوجية من التعاسة والضغوطات، لكي يعود البيت إلى الهدوء والاستقرار مرة أخرى.
مؤلف كتاب رحلتنا من التعاسة إلى السعادة: مهارات التعامل مع منغصات الحياة الزوجية
أ. د. أسامة يَحيى: أستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس، يعمل في مجال الإرشاد الأسري والتربوي، كما أنه محاضر في أكثر من مؤسسة، وهو مؤلف تتمحور كتاباته حول الأسرة والحياة الزوجية.
من مؤلفاته:
الحب بين الأفورة والواقع.
أروع شريك حياة.
