تدريبات تربوية

تدريبات تربوية
جاء في الكتاب ذكر كثير من التدريبات التي قد تفيد المربي في العملية التربوية،ومن أهمها تلك التدريبات التي تنمي المهارات الفكرية، لذا الطفل وتعتني بهذا الجزئية تحديدًا،كإدارة جلسات كلام مفتوح مع الطفل تهتم بالأسئلة حول الكلمات التي التقطها من أفواه كلامهم أو التي التقطها من الشارع والمدرسة وتدوير النقاش حولها وتصحيح الخاطئ منها ورفع اللبس عنها،أيضًا من التدريبات المهمة في هذا الجانب تعويد الطفل الالتزام بضوابط آداب الحديث والمجلس وتعليمه أساسيات النقاش الراقي والتحدث بلباقة ولطف وطرح رؤاه بطريقة الباحث عن الحقيقة لا المتعصِّب لآرائه.

وتعليم الطفل مسؤولية الكلمة وتدريبه على استخدام كلمات تناسب السياق والمقال واحترام الآخر وتجنُّب التقليل من شأنه،وتعليمه أيضًا مجموعة لا بأس بها من صيغ الاعتذار والصيغ المهذبة في طرح الأسئلة وكلمات مثل (أظن واعتقد وربما ولعل) حتى لا ينشأ لدينا طفل يتعصَّب لكل آرائه ويكون في الوقت ذاته منفتحًا على تقبُّل النقد واحتمالية الخطأ ونسبية صوابه، وهذا يجعله واقعيًّا أكثر ومؤهلًا لمراجعة أفكاره وتطويرها بسماحة وأدب.
وتعليمه أيضًا جملة من الفروقات كالفرق بين النقد البناء والنقد لمجرد النقد وإثبات الذات،والتفريق بين احترام الآخرين وبين تقليد آرائهم، والفرق بين احترام الماضي وبين تقديسه تقديسًا مطلقًا، وكل هذا يسهم في بناء معارفه على وجه صحيح لأن أفضل ما يمكن أن يقدمه المربي للطفل هو أن يستثمر عقله لينير فكره ويعلمه طرق التأمل والتفكير والوقوف على المفارقات والتميز بين الأمور وتوطئة العقول على ذلك لإخراج أجيال تفكر وتبني لا نسخًا من المقلِّدين البلهاء.
الفكرة من كتاب تأسيس عقلية الطفل
أهداف التربية في الأساس تتمحور حول تنشئة وإخراج جيل يخاف الله ويتبع هدي نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم).
إنه جيل يستحضر قيمة رسالته وموقعه من التاريخ بحافزية عالية ومسؤولية حاضرة،وهذا مما لا يتسنَّى تحقيقه إلا في داخل أطر عملية تربوية طويلة المدى يحتاج فيها المربي نفسه إلى تمثُّل القيم والأفكار الصحيحة في أسلوبه وممارساته، حيث تتجلَّى فيه هذه القيم للطفل درسًا عمليًّا ومثالًا قريبًا بعيدًا عن التنظير والتوجيهات الفارغة،وأن يكون المربي على علم واطلاع كافيين بعدد لا بأس به من المفاهيم التي تتصل بشتى جوانب الحياة لتكون توجيهاته وإرشاداته أكثر تفهُّمًا للظروف والوقائع، ومن هذا المنطلق قدَّم المؤلف كتابه تلبيةً لما يراه من التحقُّق في عقلية المُربي وسلوكه.
مؤلف كتاب تأسيس عقلية الطفل
عبد الكريم بكَّار مفكر وكاتب سوري الجنسية من مواليد 1951 ميلادية، مهتم بمجالات التربية والفكر الإسلامي وقضايا النهضة، متحصِّل على بكالوريوس وماجستير في اللغة العربية من جامعة الأزهر إلى جانب دراسته لأصول اللغة وعلوم الفلسفة، كما أنه اشتغل بتدريس اللغويات ودلالة الألفاظ وعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن.
يمتلك أكثر من ثلاثين مؤلفًا، ومنها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”من أجل انطلاقة حضارية شاملة”.