بين ماضٍ قديم وواقع حي

بين ماضٍ قديم وواقع حي
ؤنشأت فكرة التداوي بالألوان منذ القدم تأثرًا بالطبيعة، فالشمس الصفراء اللون كانت تمد الكون كله بالضياء والدفء والحياة والحماية “يبدو أن ذلك كان سببًا لعبادتها”، الأزهار والأعشاب الملونة أيضًا كانت تثبت قدرتها على علاج أمراض معينة ارتبطت في معظم الأحيان بألوانها، فمثلًا معجون الزهور الحمراء من الممكن أن يجعل الجروح تلتئم بسرعة، وعلى الناحية الأخرى كانت الشياطين هي السبب وراء الأمراض، وبالتالي تم الاعتماد على الطبيعة أيضًا في طردها، فظهرت فكرة المعالجين الروحيين المعتمدين على الطبيعة في العلاج من خلال الأحجار والأصباغ، إضافةً إلى التعاويذ والتمائم في الأصل.

مظاهر كثيرة يذكرها الكاتب مرَّت بها فكرة التداوي بالألوان، وما يهمنا الآن هو موقف الطب الحديث من ذلك، إذ نبذ الطب الحديث كل تلك المظاهر وراء ظهره على تنوُّعها ومنع مزاولتها، إلا إنه بجانب ذلك استعمل ما يمكن أن يكون له أساس علمي وواقع ملموس فعَّال في التداوي كضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، ومع التقدم العلمي بدأ الاستغناء عن ضوء الشمس واستعمال الضوء كبديل للشمس، بل وفي بعض الأحيان كمعالج للآثار الناشئة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ولا تزال الأبحاث قائمة تحت أضواء الفلورنست ولا تزال الشمس ساطعة على وجه الأرض!
الفكرة من كتاب الألوان والاستجابات البشرية
لا بد أنه مر عليك يوم وشاهدت فيلمًا بالأبيض والأسود على شاشة التلفاز، ثم راودك سؤال طفولي ساذج: ترى كيف كانوا يعيشون هكذا؟
بالطبع لم تكن حياتهم بيضاء وسوداء ورمادية، فالألوان لم تكن أبدًا وليدة زماننا، بل إن الإنسان منذ الأزل يستعملها في أمور حياتية عديدة منها ما لا يمكن أن يخطر على بالك أبدًا، إلا إنها في القدم لم تكن تُستعمل للأغراض الجمالية كاليوم، ولم تكن لوحة الألوان موسَّعة، وإنما كانت مقتصرة على ألوان محدَّدة أساسية للتعبير عن أمور معينة.
فقد استعمل الإنسان القديم الألوان للزينة والعنصرية ولتمييز الآلهة، بل وتمييز الشعوب والثقافات والأعراق والطبقات الاجتماعية أيضًا، إضافةً إلى تمييز الطقوس كطقوس الزفاف والموت والبلوغ والنصر والهزيمة والسلام، إلى آخره، ولكلٍّ منها لون ولكلِّ لون دلالة، وما يتخذه بلد ما من لون معين للدلالة على معنى معين قد يتخذه بلد آخر على النقيض، وما زالت استعمالات الألوان على هذا النحو شائعة في بعض البلاد وعند بعض القبائل، بل وحتى في الأوساط العريقة ولدى الطبقات المثقفة، في خلال الفقرات الآتية سنحاول المرور على الآثار العديدة لوجود الألوان واستعمالاتها، والتي سلط الكتاب الضوء عليها.
مؤلف كتاب الألوان والاستجابات البشرية
فيبر بيرين: أحد أبرز المتخصِّصين والمستشارين في مجال الألوان وخصائصها العلمية والتاريخية والفنية، وقد كرَّسَ ٣٠ سنة من حياته في إجراء أبحاثٍ عن الألوان والاستجابات البشرية، ويعمل محاضرًا في مختلف أنحاء العالم، وباعتباره مستشارًا في استخدام الألوان فقد قدم استشاراته لعدد من المؤسسات والشركات الحكومية والمدارس والقوات المسلحة أيضًا.
من مؤلفاته:
Creative Color
Color: A Survey in Words and Pictures
The Symbolism of Color
Principles of Color: A Review of Past Traditions and Modern Theories of Color Harmony.
معلومات عن المترجمة:
صفية مختار: كاتبة وشاعرة ومترجمة، خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، ترجمت العديد من الكتب مع مكتبة جرير، وعملت مترجمة مع مؤسسة هنداوي للكتب، نشر لها العديد من الأعمال في صحف مصرية كـ”المصري اليوم”، وجريدة “الشارع”، ولها مجموعة قصصية بعنوان “وسال على فمها الشيكولاتة” عن دار “اكتب” للنشر والتوزيع، ومما ترجمته من الكتب:
المسار السريع للتسويق.
أقصى إنجاز لبراين تريسي.
المسار السريع للأمور المالية.
كما ترجمت بعضًا من روايات أجاثا كريستي وبعضًا من سلسلة “شوربة دجاج للحياة”، عن دار جرير.
الموضوع التالي
أحدث المقالات
- مرارة اللذة (الحميمية)
- الترياق (التعافي)
- جذور العلاقات (الطفولة المسمومة)
- منعطفات العلاقات (الاضطرابات)
- آفة العلاقات (الخلافات)
- مصيدة الحب
- أفكار من أجل نظام تعليمي أفضل
- تعلم الحساب والعلوم
- تعلم القراءة والكتابة
- المبادئ الأساسية لعلم الوراثة السلوكي
- ما النظام التعليمي الذي نحتاج إليه؟
- دليل الصديق لمواساة الفاقد
- هل سنترك أحباءنا في الماضي؟
- التخلص من الألم.. حياة جديدة
- فقدان الأحبة ووجدان المحب
- حقيقة الأمر كما تعرفها
- ثقافة الحداد
- الشكل القانوني للفرنشايز
- إنشاء الفرنشايز
- الفرنشايز للتوسع في العمل
- مكان الفرنشايز والعقد
- البحث عن الفرنشايز المثالي
- شراء حق الفرنشايز
- إلى أين ينتهي بنا مطاف الإدمان؟
- ليست مواد كيميائية فقط!
- مزيد من المواد المغيرة للحالة المزاجية
- المواد المغيرة للحالة المزاجية
- الإدمان.. ما هو؟ وما أسبابه؟
- ما الذي يعوق المقاطعة؟
- فتاوى وضوابط
- عن المقاطعة في الشريعة الإسلامية
- حركات عربية أخرى
- مقاطعة إسرائيل
- المقاطعة في التاريخ الحديث
- المقاطعة في التاريخ القديم
- ما المقاطعة؟
- كيف تتطور العلاقة بين الضحية والسيكوباتي؟
- السمات التي يعجز المعتلون نفسيًّا أمامها
- كيف يتقلد السيكوباتيون الوظائف؟
- استدراج السيكوباتي لضحاياه
الأرشيف
- مايو 2025
- أبريل 2025
- فبراير 2025
- يناير 2025
- ديسمبر 2024
- نوفمبر 2024
- أكتوبر 2024
- سبتمبر 2024
- أغسطس 2024
- يوليو 2024
- يونيو 2024
- مايو 2024
- أبريل 2024
- مارس 2024
- فبراير 2024
- يناير 2024
- ديسمبر 2023
- نوفمبر 2023
- أكتوبر 2023
- سبتمبر 2023
- أغسطس 2023
- يوليو 2023
- يونيو 2023
- مايو 2023
- أبريل 2023
- مارس 2023
- فبراير 2023
- يناير 2023
- ديسمبر 2022
- نوفمبر 2022
- أكتوبر 2022
- سبتمبر 2022
- أغسطس 2022
- يوليو 2022
- يونيو 2022
- مايو 2022
- أبريل 2022
- مارس 2022
- فبراير 2022
- يناير 2022
- ديسمبر 2021
- نوفمبر 2021
- أكتوبر 2021
- سبتمبر 2021
- أغسطس 2021
- يوليو 2021
- يونيو 2021
- مايو 2021
- أبريل 2021
- مارس 2021
- فبراير 2021
- يناير 2021
- ديسمبر 2020
- نوفمبر 2020
- أكتوبر 2020
- سبتمبر 2020
- أغسطس 2020
- يوليو 2020
- يونيو 2020
- مايو 2020
- فبراير 2020