بين المعلم وطلابه
بين المعلم وطلابه
نجد بعض المعلمين يكتفي المعلم بمادته العلمية فقط، ولا يشارك في العملية التربوية فيخطئ الولد أمامه فلا يقوِّمه، ما نسميه سلبية تربوية، وعلى المعلم أن يعي أنه لا يمكن فصل العملية التربوية عن العملية التثقيفية بحال، وأن ذلك من تضييع الأمانة، ومن التفريط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن الأخطاء معالجة خطأ الولد بمعزل عن واقعه، فقد يكون الطفل عدوانيًّا لأنه يعاني عنفًا وقسوةً في بيته، أو تتدنَّى درجاته ويتأثر مستواه بعد انفصال والديه مثلًا، ومن واجب المدرسة أن تأخذ كل ذلك في الاعتبار، وتعمل على ما تستطيع معالجته منه، بالاستعانة بالأخصائي النفسي، والحوار مع الطفل وذويه أيضًا، كما ينبغي أن يكون هناك تنسيق بين المعلمين في حل مشكلات الطلاب، فبدلًا من أن يعالج كل واحد فيهم المشكلة بطريقته، يكون تعاونهم وتشاورهم فيما يتعرضون له أرجى ثمرة وأقرب للوصول إلى حل المشكلة من جذورها.
ومما يفقد المعلم مكانته واحترامه أن يكون انفعاله زائدًا وعصبيته مفرطة، فهم وإن أطاعوه خوفًا، إلا أنهم قد يسخرون منه، بل ويحاولون استفزازه ليضحكوا على انفعاله، وواجب المعلم أن يتروَّى ويضبط انفعالاته، ويحذر كل الحذر من استخدام الألفاظ الجارحة والإهانة، إذ يكسر ذلك نفوس طلابه الذين يتعرَّضون للإهانة أمام زملائهم، بالإضافة إلى استمرائهم الكلمات النابية وتقليدها، فإذا كان المعلم يتلفَّظ بها فلا يوجد ما يمنع أن يردِّدوها هم أيضًا، وإن غياب القدوة لمن أكبر أخطاء المعلمين، ولا أبلغ في تعليم الولد من أن تأتي الفعل ولو بغير تصريح، فالطفل يتعلم بالتقليد، ويحدِّد الصواب والخطأ بما يراه ممن حوله من الكبار لا بما يقولونه وحسب.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.