بلدان جزيرة صقلية

بلدان جزيرة صقلية
مدينة مسيني تستند إلى الجبال، وتطل على البحر، ومرسى السفن فيها مليء بالسفن المتراصة، وهي قريبة جدًّا من البر لعمق المياه، ومسيني مدينة عامرة فيها الكثير من القرى الصغيرة، ويخرج من أرضها الكثير من النبات الطيب، وفيها الكثير من البساتين المثمرة، وأنهار من حولها طواحين كثيرة.

مدينة بلرم عاصمة صقلية، قام المسلمون بتعميرها، وفيها مكان إقامة الوالي وقاضي القضاة وديوان الحسبة ودار الصناعة، وفيها أسطول عظيم، وهي مدينة جميلة وفاخرة، وفيها بساتين رائعة وشوارعها واسعة، ويمر بها نهر، وفيها أربع عيون وما يزيد على ثلاثمئة مسجد.
تنقسم بلرم إلى خمسة أقسام متجاورة، أولها هو المدينة الكبرى، يعيش فيها التجار، وفيها المسجد الجامع الذي يظهر فيه إبداع المسلمين وإتقانهم ومهاراتهم في الصناعة، وثانيها هو الخالصة وفيها يقيم الوالي وأتباعه، ودار صناعة البحر والديوان، وثالثها حارة الصقالبة، وهي أكثر عمرانًا وفيها مرسى البحر، ورابع الأقسام حارة المسجد، وخامسها الحارة الجديدة وفيها الكثير من الأسواق على اختلافها ومئة وخمسون محلًّا لبيع اللحم، ما يدل على رفاهية ساكنيها وسعة عيشهم.
ميورقة ومنورقة ويابسة هي جزائر تقع متجاورة، عامرة ويسكنها المسلمون، وكان يحكمها والٍ تم تعيينه من حاكم الأندلس، ما يدل على نفوذ المسلمين وتمكُّنهم من كل جزر البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
الفكرة من كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
غادر الكاتب مدينة الإسكندرية متوجِّهًا إلى الأندلس عام (٣٤٥) هجرية، في سفينة ضخمة ينزل بها العديد من العلماء الذين أتوا من بلدان مختلفة يشاركونه نفس الغاية، ليمرَّ بكريد، وهي الآن جزيرة يونانية، وصقلية وقلورية، وهما الآن إقليمان من أقاليم إيطاليا، وألمرية وقرطبة، وهما الآن مدينتان من مدن إسبانيا، ويصف ما يمر به من أحداث وما يراه من عظمة السلطان وقوة المسلمين وتوسُّعهم في فتح البلدان.
مؤلف كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
عبد الرحمن البرقوقي: أديب وناقد مصري، من مواليد محافظة الغربية، تلقَّى تعليمه في الأزهر الشريف، وتعلَّم على يد الشيخ المرصفي، وتعلَّم الكثير من الإمام محمد عبده، وللإمام عنده مكانة كبيرة، ولم ينسَ فضله عليه وقد أهداه هذا الكتاب، أصدر مجلة “البيان”، وأنفق عليها الكثير من ماله، وكان يكتب فيها نخبة من الأدباء مثل العقاد والمازني والسباعي، عُرِف بمتعة الحديث، وأنه يُؤلَفُ لصحبته والجلوس معه، من مؤلفاته: “الفردوس”، و”شرح ديوان المتنبي”، و”الذاكرة والنسيان”، و”دولة النساء: معجم ثقافي”.