بداية العام الثاني

بداية العام الثاني
بعد إكماله العام الأول يصبح أكثر استعدادًا للتواصل المتبادل، واللعب معه يحفزه على التعاون وحب الحياة، فيصبح أكثر تفهمًا لمشاعر الآخرين، ويحتذي بعلاقاته الأولى مع الوالدين في بقية العلاقات، ويستمتع كثيرًا باللقاءات الجماعية إلا أنه ما زال يخاف الغرباء والأماكن الغريبة، لذا يحتاج إلى تعود البقاء مع الآخرين لينمي شعور الاستقلالية لديه، ويبدأ في التعبير عن مشاعر الغضب والسرور، فلا بد من تركه يعبر عنها وعدم كبت أي مشاعر تراوده أو تجاهلها أو إنكارها أو الصراخ في وجهه، بل يجب تشجيعه على التعبير عنها.
ويمكن وضعه في غرفة خاصة في هذه الفترة، ولكن يجب التعامل معه بهدوء وإقناعه بالأمر، فهو يحتاج إلى صبر. تبدأ كلمات الطفل في الوضوح ويعبر بها عن الاحتياجات ويستجيب للأوامر والنواهي، ويعبر بجرأة عن مشاعره وانفعالاته وقد لا يجد الكلمات التي تناسبه، والحديث المستمر معه يطور مهاراته اللغوية ويجب مساعدته لمعرفة المعاني، ويفضل في هذه الفترة البداية في القراءة، فهي تعزز طريقته في وضع الكلمات المناسبة للأفكار والمشاعر وتساعده بعد ذلك على حب القراءة وتعلمها.
ويبدأ الطول في الزيادة، ويُلاحظ أن المعصم ضعيف قليلًا، ويحتاج إلى التشجيع والمراقبة في هذه الفترة بسبب زيادة المخاطر وقدرته على التحرك، ويمنع من الصراخ أو البكاء إذا أصيب، ويحتاج إلى إظهار الود والاحترام لمشاعره وتشجيعه حينما يتصرف بشكل إيجابي، ولا يمنع من اللعب والجري أو صعود السلم، فهو كثير الحركة والنشاط، ويحب الألعاب الحركية مثل الكرة ولعب التنسيق والترتيب والبناء بالمكعبات وتجريب كل شيء حوله.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.





