بداية الخوف من الهجر

بداية الخوف من الهجر
تبدأ الأمور من الطفولة، فعندما كنا أطفالًا اعتمد بقاؤنا على مقدم الرعاية الذي يوفر لنا الأمان والسلامة، فإذا بدأ الخوف من الهجر حينها وتعامل معك الوالد أو الوالدة بشكل غير متسق، أو قُطع التواصل معه أو شعرت منه بحب مشروط، يبدأ أحد أنماط التعلق الأربعة في الطفولة بالظهور، التي تعد مؤشرًا مهمًّا إلى أنماط التعلق لاحقًا في العلاقات مع البالغين، إذ ستجد نفسك منجذبًا إلى ديناميكيات علاقة مماثلة لما عشتها عندما كنت صغيرًا، فتنجذب إلى الأشخاص الرافضين لك.

ولنتحدث عن أول نمط وهو النمط الآمن: وهنا يحصل الطفل على كل احتياجاته النفسية الأساسية من مقدم الرعاية، ويشعر منه بوجود دائم واحتواء وأمان يتيح له النمو النفسي والجسدي، وتمتاز علاقاته عندما يكبر بقدر كبير من الاتزان، والنوع الثاني هو التعلّق التجنبي: وهنا يقابل مقدم الرعاية احتياجات الطفل النفسية والعاطفية بالرفض والقسوة، والنوع الثالث من أنماط التعلق هو نمط القلق: وفي هذه الحالة يُعامل الطفل بإهمال وغياب لفرد من والديه لانشغاله أو لانفصاله، والنمط الرابع والأخير، هو النمط غير المنتظم فتارة يشعر الطفل بالأمان وتارة أخرى يشعر أن المربي مصدر خطر، وبناءً على ذلك باستثناء النمط الآمن فالشعور بالهجر يبدأ عند ظهور الأنماط الأخرى.
وتؤثر الطفولة أيضًا في معتقداتك الأساسية، التي تُشكّل منظورك لنفسك وللعالم، وتثير شعور الخوف من الهجر، وهي أربعة معتقدات أولها: معتقد التخلي، وبه عدم ضمان قدرة الأشخاص المهمين في حياتك على الاتصال أو الوثوق بهم، والمعتقد الثاني الحرمان العاطفي: فتنشأ ببيئة لم تحصل بها على الدعم العاطفي أو الحنان والإرشاد والاهتمام، وثالث المعتقدات أن تعتقد أنك معيوب وسيئ ولو رآك شخص ما كما أنت سيرفضك حتمًا، وآخر المعتقدات هو الفشل المحتم وأنك لن ترقى إلى مستوى أقرانك لافتقادك الذكاء أو الموهبة.
الفكرة من كتاب الخوف من الهجر: طريقك للحصول على علاقة آمنة
هل تبحث عن علاقة تكون فيها حاضرًا دون أن تتحكم فيك مخاوفك، أو تجد نفسك تصارع شعور الخوف من الهجر؟ وهل تشعر بوجوب أن تكون كاملًا في علاقاتك وإلا سيتم رفضك؟ وهل تضطر لإخفاء نفسك الحقيقية، وتصاب بالذُّعر عندما لا تتلقى استجابة فورية لرسالة نصية أو بريد إلكتروني أو صوتي؟
مع هذا الكتاب قل وداعًا لتجنب العلاقات خشية أن تُترك في النهاية أو أن تكون في علاقة غير صحيّة خشية الوحدة، هنا ستتعلم من ألمك، وستضع التجارب المؤلمة في نطاقها الصحيح دون إلقاء اللوم على نفسك دائمًا ، وستبدأ في بناء العلاقات التي تريدها، وستتعامل مع مشاعرك المؤلمة وأفكارك السلبية.
مؤلف كتاب الخوف من الهجر: طريقك للحصول على علاقة آمنة
ريهام عصام الدين: اختصاصية مصرية في العلاج السلوكي المعرفي، والتقييم النفسي للأطفال، حصلت على الدكتوراه فى علم النفس من جامعة الإسكندرية، كما أنها استشارية فى الاضطرابات الشخصية واضطرابات المزاج، وعضوة الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين، بالإضافة إلى ذلك فهي معالجة نفسية فى يونيسف مصر، ولدى وزارة التضامن، وفي مركز شازلونج. لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
من الخوف إلى الحب: دليل حماية الأطفال من الاضطرابات النفسية.
زوجة رجل نرجسي: دليل عملي للتعامل مع العلاقات ذات الاتجاه الواحد.