بداية الحكاية
بداية الحكاية
بدأت حكاية الفلسفة الغربية بمجموعة من الأساطير عن الآلهة في محاولة لتفسير الخير والشر والظواهر الطبيعية، وذلك في أوروبا فيما قبل سنة ٦٠٠ قبل الميلاد، وأقدم ما وصل إلينا من التراث الغربي كان ملحمة “الإلياذة والأوديسة” المنسوبة لهوميروس، ثم تطور الفكر الغربي في فترة ما بعد القرن السادس قبل الميلاد ليبتعد عن الخرافات ويقترب من العلم، وتمحور التفكير في ذلك العصر حول الطبيعة فسُمِّي بعصر “فلاسفة الطبيعة”.
ثم أصبحت الفلسفة أكثر ارتباطًا بالإنسان مع ظهور سقراط (٤٧٠ق.م.-٤٠٠ق.م.)، الفيلسوف الذي قرب الفلسفة إلى العامة في أثينا وناظَر السوفسطائيين الذين شككوا في كل شيء، وكان يعتبر النظام الديمقراطي كارثة لأنه يمنح الشعب بجهلائه القدرةَ على اتخاذ القرار، وكانت أفكاره وأساليبه سببًا لالتفات الشباب حوله، فوصل إلينا أفكاره من خلال تلاميذه، ولكنها كانت أيضًا سببًا في إزعاج سياسيي أثينا فحكموا عليه بالإعدام، وكان من تلاميذه أفلاطون (٤٢٧ق.م.-٣٤7ق.م) الذي رحل عن أثينا وبحث عن الحقيقة خلف عالم الحواس القاصرة وسماها عالم المُثُل، وأسس مدينته الفاضِلة على أسس قوية وَفق النفس الإنسانية التي قسم قواها إلى عقلية وغضبية وشهوية، إلا أن كثيرًا من تفاصيل نظام الحياة والقوانين كانت مجانبة للصواب.
ثم جاء الفيلسوف اليوناني أرسطو (٣٨٤ ق.م.-٣٢٢ق.م.)، تلميذ أفلاطون، الذي لازم الإسكندر الأكبر صديقًا ومعلمًا ومستشارًا، وقد ألَّف في مجالات عديدة كالفنون واللغويات والعلوم الطبيعية، عُرف بمنهجه العقلاني وبنظريته في المعرفة، إذ رأى أن العقل يقوم بانتزاع المفاهيم المجردة من الصور الحسية، واشتهر بنظريته الأخلاقية، فقد رأى أن الفضيلة تكمن في التوسط وتجنُّب التطرف في السلوك، ولقبه فلاسفة العرب بلقب “المعلم الأول” في المنطق لأنه أول من صنفه في أبواب تصلح للتدريس، وبعد رحيل أرسطو ضعفت الفلسفة كثيرًا في الغرب، إلا أن بعض المدارس ظهرت مثل الكلبيين والرواقيين والأبيقوريين.
الفكرة من كتاب حكاية الفلسفة الغربية
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة مع تاريخ الفلسفة الغربية بمحطاته المختلفة، لنكوِّن رؤيةً عامة نُشخِّص بها مشكلات إنسان الحاضر، ونفهم كيف وصل العالم إلى ما هو عليه اليوم، لمجابهة الثقافة المسيطرة وغرس بذور الحل.
مؤلف كتاب حكاية الفلسفة الغربية
المؤلفون هم مجموعة من الباحثين بمركز “بالعقل نبدأ” للدراسات والأبحاث، وهو مركز للتنمية الفكرية والمهارية، يهدف إلى بناء مجتمع متكامِل متقدم من خلال إحياء هويتنا المستمدة من تراثنا وحضارتنا الأصيلة والمستوعبة للعلوم الحديثة، وفق أسس منهجية تجمع بين العقل والنص الديني والتجربة العلمية، لمواجهة انتشار الثقافة المادية وما صاحبها من انهزام حضاري، وذلك عن طريق أنشطة مختلفة كعقد الندوات والتوعية الإلكترونية وطرح إصدارات من كتب ومقالات وأبحاث.
من كتب المركز: قواعد التفكير المنطقي والتنوير الحضاري: طرح سائد ورؤية متجددة وقبل الانهيار.