النظام الغذائي وحده لا يكفي!
النظام الغذائي وحده لا يكفي!
يكتفي بعض الناس بإعداد نظام غذائي صحي متوازن خالٍ من الأخطاء، ويغفلون عن عامل مهم جدًّا وفعّال في نجاح هذا النظام الغذائي، ألا وهو النظام الرياضي.
فلا يخفى على كثير منا، ممن مارسوا أو يمارسون الرياضة بشكل منتظم أو حتى متقطع، مدى التحسن في صحتهم وأمزجتهم اليومية واعتدال أشكال أجسامهم وأحيانًا إحساسهم بالنفور من بعض الوجبات خصوصًا السريعة! بل ويتعدى أثر الرياضة مع مريض السكري إلى انخفاض مستويات السكر في الجسم ومساعدته على امتصاص الأنسولين بشكل أكبر، كما أنها تعمل على التقليل من مستوى الكوليسترول وتحسن عمل كلًّا من القلب والرئتين.
وإعداد بَرنامجك الرياضي يشبه طريقة إعداد بَرنامجك الغذائي، فليست كل الرياضات تصلح لكل الحالات خصوصًا مرضى السكري، فهناك مثلًا ما يُسمى بالتمارين الهوائية التي تعزز عمل القلب والرئتين كالسباحة وركوب الدراجة والتنس، وتمارين المقاومة التي تعمل على تقوية العظام وزيادة الكتلة العضلية كرفع الأوزان مثلًا، وتمارين المرونة التي تحافظ على مرونة الجسم كتمارين الإطالات والإحماءات الخفيفة، كل هذه الأنواع من التمارين يمكن لمريض السكري ممارستها لكن بحسب وضعه الصحي وتأثيرها في جرعات الدواء إن كان يتناولها، بل يُفضَّل أن يَدمج نظامه الرياضي بين هذه الأنواع الثلاثة، لذا يُنصح باستشارة الطبيب ليُعِدَّ له بَرنامجًا مناسبًا، كما يُنصح مريض السكري بالبدء فورًا في العودة إلى ممارسة نشاطه الرياضي إن كان منقطعًا عنه، مع البدء تدريجيًّا من 20 دقيقة لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًّا وحتى يصل إلى ساعة يوميًّا.
وكما ذكرنا سابقًا أن مشكلة السمنة من العوامل المؤثرة بل وربما المتسببة في مرض السكري، إلا أنه عند وضع نظام رياضي يجب علينا ألا نتسرع في خطوة إنقاص الوزن، وأن نبدأ تدريجيًّا بوضع هدف معقول متناسب مع الحالة العامة.
وفي أثناء عمل التمارين الرياضية يُمكن أن تحدث بعض الإصابات، فينبغي لمريض السكري أن ينتبه لذلك، وأن يحرص على متابعة السكر قبل التمرين وبعده، كما عليه أن يحرص على تناول الماء باستمرار مع ارتداء الملابس الرياضية المناسبة.
وفي النهاية قد يحتاج مريض السكري إلى تعديل بَرنامجه الغذائي أو الدوائي بعد الشروع في لعب الرياضة وكل ذلك يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب.
الفكرة من كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
في ظل الأجواء المتسارعة التي نعيشها، والإحاطة بشتى وسائل الراحة والرفاهية، يصبح الحفاظ على الصحة إما جِهادًا لأُولي العزم والجِد وإما تساهلًا من قِبَل من غرتهم الحياة بمتعها، وأحد أخطر أمراض اليوم الذي تُصاب به شتى الفئات العمرية هو مرض السكري، الذي يفتح أبوابًا على أمراض أخرى لا حصر لها، فتعالوا نعطي أجسامنا بعضًا من حقها بإلقاء نظرة سريعة على هذه المعلومات المفيدة البسيطة في ما يتعلق بمرض السكري من كل جوانبه.
مؤلف كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
ميسون صيداوي خوري: خبيرة تثقيف بمرض السكري، وليس لها سوى هذا المؤلَّف الذي نُشِرَ من خلال الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت.