المُستهلِكون
المُستهلِكون
على الرغم من تصريح بعض المُستهلكين بتأثير المواد الرقمية الطبيّة في طريقة اتخاذهم لقراراتهم الحياتيّة المُتعلقة بالحياة الصحيّة، والرعاية الصحيّة التي يتلقونها، التي حسّنت من طريقة تعاملهم وفهمهم للأمراض والأعراض الطبيّة والعلاجات التي يتلقونها، فلم يُجزَم بوجود رابط بين استخدام الطبّ الرقمي، وتقييم الرعاية الصحية للمُستهلكين. لقد أتاحت الاستبانة السابقة فحص ثمانين ارتباطًا بين استخدام الطبّ الرقمي والرضا عن جودة الرعاية الصحيّة، وقد وُجِد فيه أنّ 6% فقط من هذه الارتباطات كان لها أهميّة حقيقية -في عين صُنّاع القرار- في تحقيق التكامل بين الوعي لدى المُستهلِكين، ورضاهم عن الخدمة، وبين التطوير التكنولوجيّ الطبيّ، والحقيقة أنّ الواقع لا يدلّ على تقدّم كبير مُستقبلًا، مما يجعلُ على عاتق صُنّاع القرار المسؤوليّة الكُبرى في تطوير وإطلاق المُبادرات الرقمية التي من شأنها أن تُعلي من قيمة الوعي لدى المُستهلكين والتواصل التكنولوجيّ.
ومن الواجب وضع بعض العوامِل في الاعتبار بشأن تباين آراء المُستهلِكِين كالسّن، والجنسِ، والعِرق، والدخل، والمستوى التعليميّ، ومحلّ الإقامة، ووجود التأمين الصحيّ، حتى إنّ الانتماء الحزبيّ والسياسيّ من العوامِل المُؤثّرة في آراء المُستهلكين وتعاطيهم مع الطبّ الرقميّ، وعلى الرغم من أنّ آراء المُستهلكين الراضية قد لا تعبّر بالضرورة عن المُستقبل من جودة أعلى أو توفير في النفقات، فإنّ آراءهم هي المحور الحاسم للجدل الدائر حول الطبّ الرقميّ.
كما أظهرت الاستبانة وجود علاقة بين تناول غذاء متوازن ومُراسلة الأطباء عبر البريد الإلكترونيّ، وظهرت علاقة أخرى بين مُمارسة الرياضة والزيارة الشخصيّة للطبيب أو المُحادثة بالهاتف، وبين وجود مشكلات ماديّة في دفع الفواتير الطبيّة والتردد على المواقع الطبيّة، أمّا في ما يخصّ الثقافة الصحيّة، فقد ظهرت علاقة وثيقة بين تدنّي المستوى التعليميّ والمُعاناة في ملء الوثائق الطبيّة، وظهرت علاقة أيضًا بين كِبار السنّ والمُنتمين إلى التيار السياسي المُحافظ، وكثرة الزيارات الطبيّة عِوضًا عن المُكالمات الهاتفيّة أو البريد الإلكترونيّ، ومن هذه العلاقات يتضّح عدم وجود فوائد ثابتة مُحددة لتكنولوجيا المعلومات في عديد من آراء المُستهلكين، مما جعل رفع مُعدلات الاستخدام الرقميّ للخدمات الطبيّة مطلبًا أساسيًّا حتى تشيع فوائد الطبّ الرقميّ بين المُستهلكين.
الفكرة من كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
لقد أصبح الإنترنت من الضرورات الحياتيّة في هذا العصر، وقد أثّر في عديد من المجالات الحيويّة في حياة البشر، كالتعليم، والطبّ، والمُعاملات الحكوميّة في عديد من الدول، ويختصّ هذا الكتاب تحديدًا بمناقشة التطوّر الرقمي في الرعاية الطبيّة، التي تخضع بشكلٍ رئيس لعوامل كثيرةٍ ومُتشعّبة، كالسياسة والاقتصادّ، حتى إنّ الأوضاع الاجتماعيّة للدول تتحكم في كفاءة وتطوّر الرعاية الصحيّة، وقد ناقش الكتاب وضع الرعاية الصحيّة وعلاقتها بالتطوّر التكنولوجي في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ثم انتقل إلى المقارنة بين عديد من الدول الأوربيّة الأخرى وبعض الدول الإفريقيّة.
مؤلف كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
داريل إم. ويست: عالم سياسية أمريكي وُلد في أكتوبر عام 1954م، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ميامي في العلوم السياسية عام 1976م، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة إنديانا عام 1978م وعام 1981 م، له عديد من المؤلفات منها:
The Future of Work: Robots, AI, and Automation
Turning Point: Policymaking in the Era of Artificial Intelligence
إدوارد آلان ميلر: كاتب ومؤلف، وهو أستاذ مساعد للخدمات الصحية والسياسات والممارسات في كلية الصحة العامة بجامعة براون، وأستاذ ورئيس قسم علم الشيخوخة وزميل معهد علم الشيخوخة في كلية John W. McCormack للسياسة والدراسات العالمية. ومن مؤلفاته:
Block Granting Medicaid: A Model for 21st Century Health Reform
Federal and State Initiatives to Integrate Acute and Long-term Care: Issues and Profiles
معلومات عن المُترجم:
نائل الحريري: طبيب وكاتب ومُترجم سوريّ، تخرّج في جامعة حلب وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من كُليّة الطبّ، له عديد من الكُتب المُترجمة مثل:
كتاب تونيز: الجماعة والمجتمع المدني.