المماطلة بوصفها طريقة للتعامل مع المشكلات

المماطلة بوصفها طريقة للتعامل مع المشكلات
تبدأ الصراعات بين الزوجين في التفاقم حينما يلجأ أحدهما أو كلاهما إلى اتباع أسلوب الاستجابة بالمماطلة، ويتضمن هذا الأسلوب أحد أسوأ الآليات التي يُمكن اتباعها لحل المشكلات وهو «الحجب العاطفي | Stonewalling»، ويكون برفض المحادثة أو رفض التعاون في أثناء المحادثة لحل الخلاف، فينغلق أحد الشريكين عاطفيًّا على نفسه ويمتنع عن التواصل، وذلك بإظهار سلوكيات مثل: تجاهل ما يقوله الشخص الآخر، وتوجيه الاتهامات بدلًا من الحديث عن المشكلة الأصلية، والانخراط في سلوكيات سلبية كالمماطلة أو التسويف لتجنب المشكلة.

وقد يحدث أن يلجأ أحد الشريكين إلى أسلوب الحجب العاطفي بشكل غير مقصود، لأنه في الأصل آلية دفاع يستخدمها المرء حينما يشعر بعدم الارتياح عند التعبير عن نفسه، ووسيلة لتهدئة الذات وتقليل التوتر في المواقف المشحونة عاطفيًّا، وهذا يُعرف بالحجب «غير المُتعمد»، وهو أقل ضررًا من «الحجب المتعمد» الذي يهدف فيه أحد الطرفين إلى إيقاع عقوبة على الطرف الآخر أو السيطرة على العلاقة، وهذا الأسلوب في التلاعب يشبه «الصمت العقابي» الذي يؤثر سلبًا في الطرف الآخر، فالتجنب المستمر للحوار يضع شريك الحياة في حالة من الشعور بالعجز وفقدان الرغبة في معرفة الأسباب التي تدفعك إلى التوقف عن الحوار، وقد يتطور الوضع إلى إصابة الشريك بحالة من الاكتئاب الحاد تدفعه إلى تعاطي المخدرات أو الكحول للتعامل مع أعراض الضيق والقلق المرتبطة بالمماطلة.
ولتجنب الوصول إلى هذه النقطة، على الطرف المُتعرض للإساءة العاطفية -سواء بالحجب أم الصمت العقابي- أن يأخذ على عاتقه مسؤولية حماية نفسه من جعل هذه الأساليب تؤثر فيه سلبًا، وألا ينتظر تغيّر سلوك الطرف الآخر، وأفضل الوسائل اعتناءُ المرء بنفسه، وذلك بأداء بعض الأنشطة التي يستمتع بها كممارسة المشي أو اللجوء إلى تمارين التنفس أو التأمل، ومن المفيد أيضًا التفكير في المحفزات التي أدت إلى سلوك شريك حياتك كالانسحاب العاطفي، فقد تكون في نظره شخصًا دائم الغضب أو مفرطًا في الانتقاد، فيلجأ إلى التجنب بوصفه استجابة مُثلى للتعامل معك وإن كان استجابة غير صحية، ولهذا فإن معرفة ما يُحفِّزُ السلوك تتيح إمكانية معالجته في المستقبل.
الفكرة من كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
هل تخيلت يومًا أن تكون السعادة التي تَشعر بها في حياتك الزوجية ما هي إلا خدعة تحاول بها الاستمرار في العلاقة خوفًا من الانفصال والبقاء وحيدًا، أو خوفًا من نظرة المجتمع، فتلجأ إلى تجاهل كثير من العلامات التي تُشير إلى وجود خلل في العلاقة تحتاج أنت وشريكك إلى التعامل معه؟
يضعك الكاتب أمام هذه المشكلة ويوضح السلوكيات والتصرفات التي تسبب التعاسة في الحياة الزوجية، وتؤدي إلى عَيْش كل شريك في فقاعته الخاصة بعيدًا عن الآخر مُدعيًا الرضا والسعادة للإبقاء على العلاقة.
مؤلف كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة، وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما نُشِرت له الأعمال التالية:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية.