المرأة المدنية المادية
المرأة المدنية المادية
ما زال المجتمع المدني الحديث مُقرًّا بأنه لا يرى امرأة كاملة حتى الآن وفقًا لمعاييره التي لا أصل لها، بل هي معايير مُجرَّدة مادية، وفي حين كانت المجتمعات الحديث تحثُّ المرأة على خلع حجابها لتكتمل ويكون لها مكانة علمية وعملية مرموقة مساوية بالرجل كسياسية أو مهندسة أو طبيبة وهكذا، إلا أن هذا الحجاب الذين يهاجمونه كان رفعة للمرأة وحصنًا يحفظها من شرور المجتمع ومساوئه، وقد ذكر الكاتب: “إن الحجاب هو الذي ضمن هاته النسوة من الوقوع في شرٍّ مما هنَّ فيه، ولولاه لكان شأنهنَّ أحطَّ بكثير مما هو عليه، حيث أن الحجاب حمى المرأة وهي جاهلة حقيرة من شر كثير من أمراض اجتماعية مهلكة، سيكون هو نفسه أكبر ضامن لها للتربُّع في دست وظيفتها الطبيعية، وأحجى هادٍ لنوالها لكمالها متى تعلَّمت ولو تعلمًا متوسطًا”، وعلى الرغم من كثرة عمالة المرأة المدنية ورُقيِّ تعلمها، فإنها أكثر تعرضًا للفقر والاستغلال السيئ بالأعمال الشاقة بأجر زهيد من المرأة في المجتمع الشرقي والإسلامي بجانب أنه أخذها من بيتها وأولادها فنتج عنها بيت مهمل وأولاد ينشؤون بسوء تربية ونفوس مضطربة فأصبحت وظيفتها عاملة وليس زوجة وأمًّا محبة، فزاد ذلك من معدَّل الطلاق والخلع والخيانة الزوجية وهُمِّش مفهوم الأسرة ودور الزوجة، لذا وجب على المجتمع الإسلامي الحفاظ على بناته بالتربية السليمة من خطابات الجهل المدنية بالتحرُّر وخلع الحجاب والخروج للعمل للتنافس وإهمال بيتها ودورها وتعليمها الأصلي، مع تربية ونشر وعي تام للرجل والمرأة بأسس الشرع في بناء البيت واختيار الزوج أو الزوجة وتعليمهم حقوقهم وواجباتهم الزوجية وفي التربية أيضًا للمساعدة على تنشئة جيل واعٍ مسلم لا يتأثَّر بالأذواق والأخلاق السيئة التي ظهرت حديثًا نتيجة التفاهة والإسفاف.
الفكرة من كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
من مساوئ المدنية الحديثة أنها جعلت العمران هو مركز دوران الأمم حولها ومقياس التقدم الحضاري والثقافي حتى اختزلت الدور التأثيري للفرد في المجتمع، مما حوَّل أفراد المجتمع من إنسان منتج مفكر ومتأمل إلى كائن أشبه بالآلة يتعلم ويُعلم ليصل إلى التقدم الحداثي، ومن عيوب هذا التقدم أنه جعل كمالات تقدُّمه في المظاهر الخارجية مع هدم البناء الأساسي للمجتمع وأولى سلبياته كانت على المرأة، فقد استهدفها في فطرتها ووظيفتها الطبيعية وحوَّلها إلى كائن هشٍّ مادي مشوَّه في أفكاره وفطرته.
مؤلف كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
محمد فريد وجدي: هو عالمٌ موسوعي، وباحث فلسفي، ومفكر وأديب، وأحد أعلام الفكر العربي في القرن العشرين، وُلِد بالإسكندرية عام ١٨٧٥م لأسرةٍ ذات أصولٍ تركية، أكمل دراسته في المدرسة التوفيقية، وتركها والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق، ولكنه سرعان ما هجرها هي الأخرى لأنها لم تُرضِ طموحه الوثَّاب نحو علياء العلم، وقد خاض غمار المُعْتَرَكِ الصحفى؛ فكتب في الأهرام، واللواء، والمؤيد، العديد من المقالات الأدبية والبحوث العلمية، ما دفعه إلى إصدار مجلة علمية أسماها “الحياة”، كما أصدر مجلة “الدستور” التى تنوَّعت صفحاتها بين الأدب والفكر والاجتماع، كما تناولت بحوثًا تختصُّ بالفكر الإسلامي، كما أشرف على تحرير مجلة الأزهر لعدة سنوات، وأصدر كتاب “المرأة المسلمة” ردًّا على أفكار قاسم أمين التي خالفت في بعضها الإسلام، وله مؤلفات عديدة منها: “المدينة والإسلام”، و”من معالم الإسلام”، و”الوجديات”، و”في معترك الفلسفيين”.