المرأة المثالية في نظر الإسلام
المرأة المثالية في نظر الإسلام
من المرأة المثالية؟ وكيف تصبح المرأة مثالية؟ وهل يمكن أن يتحقق كمال أي إنسان؟ وما أثر مثالية المرأة في زوجها وبيتها؟ يحاول الكاتب من خلال هذا الكتاب أن يجيب عن ما سبق، إذ إن قضية الزواج من امرأة مثالية تشغل بال كثير من الرجال حتى إن لم يُصرحوا بذلك، وذلك لأنهم يدركون معنى أن تكون زوجتك امرأة مثالية.
فإذا بها وطنه وأمه وزوجته، وكلما تطور الإنسان فكريًّا، اتسعت معاييره في الحكم على الأشياء، والأحاديث النبوية تتمتع بتلك السمة أيضًا، فقد وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المرأة المثالية بأنها “التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسه وماله”، وهذا الحديث يعكس أخلاقيات المرأة المثالية من استقامة الخلق والطاعة.
المرأة المثالية تعرف قيمة المحادثة اليومية الودية وأثرها في الدفء الأسري في بيتها، فبذكائها تستطيع أن تجعل زوجها يُعبر بأريحية عن مشاعره حتى إنه لا يخجل أن يطلق دمعه أمامها، ودورها يكون حينئذٍ في الإنصات التام ومشاركته القرارات، كما أن من مقتضيات حكمتها أنها لا تُفرّط في أمورها، فهي تعطي دينها حقه دون أن تضيع حق زوجها.
وكذلك حسن إدراك معنى القوامة والجمال أيضًا، فيؤكد الشرع أن حسن مظهر المرأة يعصم الرجل من الفتنة وهو مطلب شرعي مُباح يجب أن يتحراه الرجل وقت اختيار الزوجة ومن أول لقاء بينهما، فالجمال من المعايير التي يعطيها بعض الرجال أكثر من حجمها، فبين حديث “لا تنكح المرأة لجمالها، فلعل جمالها يردها…”، وحديث “تنكح المرأة لأربع: … لجمالها” يأتي الإشكال.
والقصد ألا يقتصر الشاب في اختياره على جمال الشكل وحده، لأنه زائل ولأن المرأة الجميلة عادة ما تثير غيرة زوجها فيحيا في قلق دائم، والأحاديث النبوية تؤكد على استحباب النظر عند الاختيار لأن ذلك مدعاة للتأليف بين قلبي الرجل والمرأة، ومن المعايير التي حددها الشرع أيضًا، المرأة الودود الولود، وهي التي تتمتع بالقدرة على الإنجاب والممارسات الأنثوية.
وتُفضل المرأة البكر على الثيب في هذا الباب، لقوله -صلى الله عليه وسلم- “هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك”، فالبكر لم تختبر الرجال، ولا توجد لديها مرجعية تقيس عليها الأفضلية بين الرجال، فتكون بذلك أكمل في المودة والانسجام، وما سبق من الصفات وغيرها تمتاز بالشمولية والتكامل، وتتسق مع الفطرة الإنسانية، وتراعي المنافع على كافة مستوياتها وتوقيتاها، عاجلة أم آجلة.
الفكرة من كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
لأجل المرأة المثالية يطوف الرجل بلادًا ويسأل ويستخير ويستشير، فهي التي تعيد ترتيب أوراق حياته، وتسمح له بالاتساق مع ذاته ومع الكون، فيغدو منطلقًا في دروب الحياة، فالمرأة المثالية هي المرأة الأم، التي تلد زوجها من جديد.
ولأن عصرنا هذا يضج بالنفسيات المضطربة والأحداث العاصفة، كان مطمع كل رجل أن يجد ضالته في امرأة مثالية، تعينه على نفسه ودينه وحياته، وتحقق له التوازن الداخلي والخارجي، وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف مختصرًا لسيكولوجية المرأة لا غنى عنه لأي زوجة صالحة، إذ يقف على الشروط الواجب توافرها في المرأة التي تنشد الكمال وتسعى لبيت عامر بالسعادة.
مؤلف كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
د. محمد عثمان الخشت: أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، يتميز أسلوبه بالجمع بين المنهجية العقلية والإيمانية، وله عديد من الإسهامات الرائدة الأكاديمية والإدارية، ويُعد الخشت رائدًا لفلسفة الدين في العالم العربي، وكُرِّم في عديدٍ من المحافل العربية والدولية على مدار أربعة عقود.
له عديد من المؤلفات التي تُدرَّسُ في المقررات الجامعية، وتتناول أصول الدين، ومقارنة الأديان، وعلم الحديث وغيرها من المجالات الواسعة، صدر له عدد من الكتب، منها “حركة الحشاشين”، و”مدخل إلى فلسفة الدين”، و”للوحي معانٍ أخرى”، وغيرها من المؤلفات العديدة.