الكتابة العربية بين الاستبدال والتعديل
الكتابة العربية بين الاستبدال والتعديل
في شهر يناير سنة 1938 قرر مجمع فؤاد الأول للغة العربية تكوين لجنة تنظر في مسألة تيسير الكتابة، وتنص مُهمتها على “أن تعمل بجميع الوسائل المقبولة لتسهيل كتابة الحروف العربية والابتكار في ذلك لتيسير القراءة العربية الصحيحة، على ألا يخرج هذا التحسين والابتكار الكتابة عن أصول أوضاعها العامة”.
رغم أن الكتابة العربية وفت أغراض التعبير الكامل عن الإفصاح للغة والدلالة على أصواتها، والدليل على ذلك استخدام الشعوب التى انتشر الإسلام بها لها في كتابة لغتهم الأصلية مثل الفرس والأفغان والهنود، وكانت معروفة في إسبانيا بسبب عرب الأندلس.
ومع ذلك كان هناك فريقان في شأن تلك المسألة، الفريق الأول: تقدمه عبدالعزيز باشا باقتراح فعل التجربة التركية بإبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، مع إدخال عدد من الحروف العربية التي لا نظير لها في اللغات اللاتينية بصورتها مثل الهمزة والجيم والضاد والعين وما يماثلها، حتى تشمل كل المخارج وتؤدي كل النغمات.
وكان نتيجتها تعلم الطفل التركي قراءة أي كتاب بصورة صحيحة في زمن يسير، وزوال الأمية في تركيا بشكل شبه تام.
فهو يحيل أن سبب تأخر الشرق، وموت أفكار الناس أو نشرها بلغة أجنبية أخرى، هو صعوبة قواعد الكتابة العربية، ورسمها المضلل، مما يجعل الناس يحبسون أفكارهم خوفًا من انتقاد عباراتهم.
وذلك لأن الكتابة العربية تخلو من حروف الحركة التي توجد في كتابات الأمم الراقية علميًّا واجتماعيًّا، وتستخدم التشكيل الذي قد يسبب ضررًا محتملًا إذا تم وضع الشكلة في غير موضعها لعدم ضبط يد الكاتب أو الطابع.
أما الفريق الثاني: تقدمه الجارم بك، وهو يرى إبقاء الكتابة العربية على رسمها الأصلي، مع إدخال تعديلات على الحروف بما يغني عن التشكيل، ويخفف من العلامات الإعرابية، وذلك التعديل لن يقطع الصلة بين الحديث والقديم.
وقد أخذ عليه أنه بذلك يزيد الكتابة صعوبة لخروجها عن الشكل المألوف، وذلك الشكل ينطبق فقط على خط النسخ، ولا ينطبق على جميع الخطوط مثل خط الرقعة الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين الناس.
ومن أوجه الاعتراضات لهذين الفريقين، أنه باستبدال الحروف العربية بغيرها، أو تيسيرها تيسيرًا يبعدها عن صورتها المألوفة للأعين منذ القدم، سوف يقتضي قطع الصلة بين الماضي والحاضر والقضاء على تراثنا الفكري العربي.
وقد انتهى هذا المؤتمر بنشر وطباعة المناقشة من صد ورد في جميع الأقطار العربية، كنوع من التنوير، مع إعطاء جائزة كبرى لأحسن اقتراح مقدم لتيسير الكتابة العربية.
الفكرة من كتاب قصة الكتابة العربية
هل انبهرت يومًا بزخرفة النقوش والعبارات المكتوبة بالخط العربي على المآذن وداخل المساجد وفي المتاحف؟ هل تعرف قصتها، وأصول اشتقاقها؟
كيف ساعد ذلك الخط العربي فى نشر وحفظ الإسلام؟ وكيف ساعد الإسلام في تطور الكتابة العربية حتى انتهت إلى ما صارت إليه من تجويد وإبداع وفن؟
وما المخاطر التي تواجهها الكتابة العربية سواء باستبدال حروف لاتينية بها أو بإجراء تعديلات عليها؟
هي قصة مدهشة وطويلة، قصة خط لغة الضاد، سردها الكاتب في إيجاز يغني عن الكثير مع الاستعانة بأمثلة مصورة.
مؤلف كتاب قصة الكتابة العربية
إبراهيم جمعة: كاتب مصري قديم، له عدد من المؤلفات منها:
دراسة في تطور الكتابات الكوفية علي الأحجار في مصر في القرون الخمسة الأولى للهجرة.
قبرص الحسناء دليل سياحي باللغة العربية.
أبو زيد السروجي.
ديوان زكي قنصل الجزء الأول.
جامعة الإسكندرية والنقل عنها وتأثر العقل العربي بعلومها.