القيم والمعتقدات
القيم والمعتقدات
لكل إنسان قيمه ومعتقداته، وهما المكونان الرئيسيان لدوافعه في الحياة، والقيم قد تكون مادية أو معنوية، وهي دوافع خفية فكرية في عقل الإنسان نتيجة تجاربه وخبراته، وتتغير القيم بتغير تجارب حياة الإنسان، وبها نحكم على الصواب والخطأ، وما يناسبنا وما لا يناسبنا، والجيد والرديء.
فالمعتقدات في المعنى اللغوي تعني أمرًا محايدًا قد يكون صوابًا أو خطأ، وتُعرف بأنها قناعات ووجهات نظر الإنسان تجاه نفسه وقيمه والآخرين والأشياء، والاعتقاد يبدأ ضعيفًا في عقل الإنسان حتى يترسخ بشكل قوي، ويكون قناعة شخصية حاكمة له في كل شيء، وعندما يتحد الاعتقاد مع القيم يكوّن سلوك الإنسان الذي يتصرف به، ويقول روبرت ديلتز: “يُمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك وعندما يكون الاعتقاد قويًّا ستكون تصرفاتنا متماشية مع هذا الاعتقاد”، لكن هذه القناعات قد تكون وهمية أو لا منطقية فتؤثر سلبًا في سلوك الإنسان، وترسخ في عقله بلا وعي لكن بعمق، ولهذا تقول لمى الغلاييني: “الإشكالية أن هذه الاعتقادات تَحدّ من إدراكنا للعالم ولها أكبر الأثر في حياتنا سلبًا وإيجابًا، لأن ما يعتقد الإنسان أنه صحيح يتغلغل إلى شعوره ويُشكل حياته”.
وهناك أربعة اعتقادات تُشكِل سلوكيات الإنسان هي: الاعتقاد في الوجود أي لو اعتقد الإنسان أن وجوده صدفة فستصبح سلوكياته فوضوية، أما إذا كان يعتقد أن له إلهًا خالقًا حكيمًا فإن سلوكياته ستكون منضبطة لحكمة خالقه، والاعتقاد في الذات ويتمثل في التعبير عن الذات، وهو ثلاثة مستويات تتضمن: أنا المسؤول، وأنا واثق من فضل الله علي لذا أنا واثق من نفسي، والأنانية، والاعتقاد في الآخر أي أن تصرفاتك مع الآخرين تصدر من تصورك عنهم، بمعنى أنك لو رأيت الخير فيهم فستعاملهم بالخير، ولو رأيت الشر ستعاملهم به، فإياك وسوء الظن بالآخرين وتحكم في تصرفاتك معهم، والاعتقاد في الغاية من الوجود أي اعتقاد الشخص بأن له غاية في الحياة من تعمير الأرض وعبادة الله عز وجل، كما جاء في القرآن الكريم “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”.
الفكرة من كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
وراء كل سلوك إنساني دافع ما، لذا لو أردت ضبط سلوكك فاضبط دوافعك، إذ تتوقف إرادة الإنسان على دوافعه، فحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب وراءها دافع معنوي، وتحسين سلوكك يأتي من توجيه دوافعك كي تخدم أهدافك بوسائل أخلاقية نبيلة، وكل ذلك يحتاج إلى جهاد نفسي عظيم من الإنسان كي يغلب هواه ويفعل الخير للناس أجمعين، لذا يأخذنا الكاتب في رحلة للتعرف على بواعث السلوك الإنساني وأثرها، وكيفية ضبطها بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والدينية.
مؤلف كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
ناصر صابر عبد الرحمن: كاتب ومؤلف